كشف طبيب الحروق والجراح الفلسطيني د. غسان أبوستة، أن 50 في المئة من الإصابات أثناء الحرب على قطاع غزة هي حروق من الدرجة الأولى، بينما 50 في المئة الأخرى كانت تجرى لها عمليات طارئة لفئة الأطفال الذين أصبحوا أيتاماً خلال فترات متفاوتة، والذين بلغ عددهم 120 طفلاً أسبوعياً.

جاء ذلك ضمن فعاليات «فلسطين المرحلة الحاسمة»، والتي نظمت خلالها لجنة كويتيين من أجل القدس ندوة بعنوان «الصمود الجبار»، أمس الأول، بمقر جمعية الخريجين في بنيد القار.

وقال أبوستة إن «مستشفى الشفاء في غزة يضم حوالي 600 سرير فقط، وكانت الإصابات بالآلاف بسبب استهداف الاحتلال لهم»، مشيراً إلى أن معدل سيارات الإسعاف التي تدخل إلى المنظومة الصحية لإسعاف الجرحى تتفاوت فتراتها بين دقيقة ودقيقة ونصف، بحيث تُقل كل سيارة من 5 إلى 6 جرحى. وتابع أنه «تم نفاد مواد التعقيم الخاصة بالعمليات الجراحية، وتم استبدالها بخلطة طبية من عمل الأطباء الفلسطينيين، والتي تتكون من الخل والصابون الجلي».
Ad


وكشف عن نفاد الأدوية التي كانت تستخدم للتخدير، وأهمها: «المورفين»، التي تم استبدالها بالبنادول لتسكين الآلام، كما تم نفاد الضمادات الخاصة بالحروق بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بالمضادات الحيوية. وذكر أنه «منذ دخوله إلى مستشفى الشفاء لعلاج الجرحى مدة 43 يوماً حتى خروجه من النظام الصحي الفلسطيني، لم ير أحداً خارجه، لأن الحياة بالنسبة له قد توقفت تماماً». وأشار إلى أن الحرب في غزة قاسية، وشهدت إبادة جماعية على سكانها، مستنكراً صمت المجتمع الدولي أمام ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية علنية ضد الشعب الفلسطيني في القرن الـ21.

وأكد أن هناك أسلحة ثقيلة استخدمها الكيان الصهيوني، و«هي القذائف الحارقة، إذ وجدنا أن العديد من الإصابات كانت حروقاً من درجات متفاوتة».

القصف الحي

وقال أبوستة: «خلال علاجنا للجرحى في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة تعرضنا للقصف الحي في جميع أرجائه، حيث كان هناك العديد من الأسر والأطفال النازحين إلى المستشفى، وأصاب القصف العديد من سيارات الإسعاف مع حدوث ضحايا بين الأفراد».

ولفت إلى أنه «مع تقدم الوقت أصبح هناك يومياً 300 جريح بحروق تحتاج إلى عمليات، ولم نستطع تقديم المساعدة لهم بسبب شح المواد الطبية». وأوضح أن الاحتلال قام بقصف وتدمير مستشفيات الأطفال الثلاثة في قطاع غزة، وهي: «مستشفى العيون، والصحة النفسية، ومستشفى القدس في تل الهوى».

«الفوسفور الأبيض»

وبين أن هناك العديد من الجرحى تم حرقهم بالقذائف الفوسفورية البيضاء التي تعمل على حرق الجلد من الدرجة الأولى، إذ تعتمد هذه المادة الحارقة على الاستمرار في الحرق حتى تصل إلى عظم الجريح.

وبين أنه كانت هناك مفاضلة في إجراء العمليات للمرضى بسبب قلة أدوات العمليات الطارئة داخل المستشفى الأهلي المعمداني، ولم يتبق سوى غرفتي عمليات، وكانت مدة العمل تصل إلى 20 ساعة في اليوم دون توقف.



البرغوثي: الكويت في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني

رئيس جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي متحدثاً
• «نطالب الدول الإسلامية والعربية بتوفير قوافل إغاثة إنسانية»

• «ندعو العرب لرفع قضية ثالثة ضد إسرائيل لدفع تعويضات عن تدمير غزة»


قال رئيس جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي، إن عدد الشهداء الفلسطينيين في حرب غزة قد تجاوز عدد القتلى من الجنود الأميركيين خلال حروب أميركا من القرن الثامن عشر إلى العشرين، بما ذلك الحربان العالميتان وفيتنام والعراق!

وذكر البرغوثي «أن ما تم إلقاؤه على قطاع غزة من المتفجرات يصل إلى 65 ألف طن، وهو ضعف القنبلتين النوويتين اللتين تم تفجيرهما في هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية»، مشيراً إلى أن نصيب الفرد من المتفجرات في غزة بلغ 28 غراماً.

وعن حجم الدمار في القطاع، قال البرغوثي، إن هناك 70 في المئة من البيوت دمرت، إضافة إلى كل الجامعات و26 مستشفى، و422 منشأة صحية وتعليمية، مضيفاً: كما أنه تم تدمير 104 سيارات إسعاف، واستشهاد 304 أطباء وممرضين في جميع القطاعات، و300 جريح من الطاقم الطبي، فضلاً عن 90 تم اعتقالهم، وعلى رأسهم مدير مستشفى الشفاء الذي يتعرض للتعذيب الآن في معسكرات الاعتقال. وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق الأهداف التي وضعها وهي استراد الأسرى الأحياء، كما فشل في فرض سيطرته على المناطق التي دخلتها دباباته، كما أن هناك مقاومة في جميع المناطق التي دخلتها قوات الاحتلال، وفشل أيضاً في اقتلاع المقاومة الفلسطينية.

وبين «أن هناك ثورة عالمية كبرى لنصرة القضية الفلسطينية وإعادتها إلى موقعها الطبيعي، باعتبارها قضية الحرية الإنسانية الأولى في عصرنا الحالي، وهي ثورة عالمية ستكون لها نتائج كبيرة، وجرت رغم أنف الحكومات».

وأشار إلى أن هذه الثورة أرغمت العديد من الحكومات على تغيير موقفها، كما حدث في كندا وفرنسا وأستراليا، والعديد من الدول، وسيكون لذلك تأثير على المدى البعيد.

قوافل إغاثة

ودعا البرغوثي الدول الإسلامية والعربية إلى توفير قوافل إغاثة إنسانية تتحدى الحصار المفروض على رفح وأهل غزة.

وذكر أن «الكويت ممثلة بالحكومة والشعب قد تميزت في هذه المعركة، وتبين لنا أن الشعب الكويتي كان في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى».

وطالب الدول العربية والإسلامية بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية، لرفع قضية ثالثة ضد إسرائيل ليُفرض عليها دفع تعويضات عن كل ما دمرته بقطاع غزة، لأن الإسرائيليين لا يُردَعون إلا بطريقتين؛ المقاومة ودفعهم المال.