حدثان مهمان يدفعاننا إلى التفاؤل والتطلع لظهور مستقبل مشرق لبلادنا، النطق السامي الذي تفضل به صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، والذي انتقد فيه أداء مجلس الأمة والحكومة، وذلك لأن سموه أشعر في ذلك الخطاب كل مواطن محبٍ لبلده أن الكويت ستجتاز المرحلة الصعبة التي تمر بها، تلك المرحلة التي جعلت الكويت التي كان ينظر إليها على أساس أنها درة الخليج، أصبح ينظر إليها على أنها متخلفة عن دول الجوار، بل عن المكانة التي كانت عليها منذ سنوات.

فقد أشار سموه في ذلك الخطاب إلى أن هناك استحقاقات مهمة لمصلحة الوطن والمواطن، كان على المجلس والحكومة القيام بها، لكن سموه أكد أنه لم يلمس أي تغيير، بل ما لاحظه يعبر عن إهمال وتجاهل من السلطتين لتلك الاستحقافات المهمة، ويستنتج سموه أن ذلك الإهمال من السلطتين لتلك الاستحقاقات قد يجعلنا نعتقد أن تلكما السلطتين وكأنهما تتعاونان للإضرار بمصالح الوطن والمواطن.

Ad

ومن الأمثلة التي ذكرها سموه لتأكيد ذلك، ما حصل في ملف التعيينات في كثير من الوظائف التي ابتعدت عن معايير العدالة، وما حصل أيضا في ملف الجنسية من عبث في الهوية الوطنية، وكذلك ما حصل في ملف رد الاعتبار من تسابق الأعضاء لإقراره دون دراسة لذلك الأمر المهم.

كل ذلك جعل سموه يلغي تلك القرارات، والنظر فيها من جديد لدراستها من قبل السلطتين بتأنّ وجدية، واتخاذ القرارات الصحيحة بشأنها، التي تبرهن اهتمام السلطتين بمستقبل الوطن والمواطن.

وإننا على ثقة أن سمو رئيس الوزراء سينجح في تلك المهمة إن شاء الله، ليس لأنه أستاذ في علم الاقتصاد فحسب، بل لأنه أيضا قد جرب الواقع كوزير للخارجية، وأثبت نجاحه في المجال العملي، ولخلقه العالي وحبه للكويت، لذا أرى أن مكانته العلمية وتجاربه العميقة وشخصيته المرموقة كلها معطيات تمكنه من تقبل النصائح، وتؤكد أنه محل ثقة صاحب السمو أمير البلاد، وأنه أهل لتلك المهمة، ويؤكد ذلك للشعب الكويتي الذي فرح لاختياره، فنرجو لسموه التوفيق والنجاح في مهمته.