في إطار الحرب غير المعلنة بين الفصيلين الشيعيين، التي شهدت موجة تصفيات متبادلة، دارت اشتباكات عنيفة ليل السبت- الأحد بين سرايا السلام التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي، في مدينة «الكوت» عاصمة محافظة واسط، تزامناً مع فشل البرلمان العراقي بانتخاب رئيس جديد له خلفاً للرئيس السابق محمد الحلبوسي، الذي ألغت المحكمة الاتحادية العليا عضويته البرلمانية في شهر نوفمبر الماضي.

واندلعت الاشتباكات الجديدة بين أتباع الصدر والخزعلي، بعد تعرض آمر لواء سرايا السلام في واسط أبو حسن لمحاولة اغتيال، قبل أن تتدخل قوى الأمن العراقية وتعيد الهدوء إلى المدينة.

Ad

وكان استعرض المئات من عناصر «سرايا السلام»، ليل الخميس- الجمعة، في الشوارع الرئيسية بمدينة البصرة، وسط معلومات متناقضة عن هدف التحرك المفاجئ، الذي جاء قبل ساعات فقط من انطلاق احتجاج شعبي، أمس الأول، في بغداد ومدن أخرى.

وأظهرت مقاطع مصورة، تداولها ناشطون في مواقع التواصل، المئات من عناصر «السرايا» يستعرضون بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ويتجولون في شوارع البصرة بعجلات نوع «بيك آب». وشل الاستعراض حركة المرور الطبيعية في الشوارع، حتى وقت متأخر من ليل الخميس، قبل أن تنسحب السرايا «تلقائياً».

وأفاد مصدر محلي من «سرايا السلام»، وقيادي محلي في «التيار الصدري»، بأن «الاستعراض مجرد ممارسة أمنية». لكنهما تحدثا عن معلومات تفيد بأن «ميليشيا مسلحة تنوي القيام بأعمال عنف في البصرة، عشية اندلاع تظاهرة بمناسبة الذكرى السنوية لحراك تشرين»، وأن استعراض السرايا كان «رسالة تحذير لها».

وحسب ناشط في»تنسيقية الاحتجاج»، فإن «الناشطين تلقوا تهديدات بالقتل لمنعهم من تحريض الجمهور على الخروج في مظاهرة السبت، في وقت تتحاشى القوات الأمنية الرسمية أنشطة المجاميع المسلحة في المدينة.

ويشير ناشطون، ومصادر ميدانية مختلفة، بالاسم إلى «عصائب الحق» في البصرة، بأنها تلاحق ناشطين في الحراك المدني وقيادات في التيار.

وقال مصدر ميداني، إن مسلحين من «العصائب» استعرضوا بأسلحتهم قرب القصور الرئاسية في البصرة، مما دفع «السرايا» إلى الرد بالمثل «وأكثر».

وحسب قيادات في «سرايا السلام»، فإن الممارسة تمت بالتنسيق مع القوات الأمنية لحماية المدينة من «فتنة خارجية»، على حد وصف مسؤول صدري.

سياسياً، أعلن البرلمان العراقي أمس، أن النواب عقدوا جلسة استمرت عدة ساعات برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس محسن المندلاوي وحضور 314 نائباً مساء أمس الأول لانتخاب رئيس لهم.

وأعلن المندلاوي تسلم طلبات المرشحين (سالم العيساوي ومحمود المشهداني وشعلان الكريم وطلال الزوبعي وعامر عبد الجبار) للترشح لمنصب رئيس المجلس، فيما انسحب النائب عبدالرحيم الشمري من الترشح.

وجرت الجولة الأولى لانتخاب الرئيس، وأظهرت نتائجها حصول شعلان الكريم على 152 صوتاً، وسالم العيساوي 97 صوتاً، ومحمود المشهداني على 48 صوتاً، وعامر عبدالجبار على 6 أصوات، فيما حصل طلال الزوبعي على صوت واحد، وفقاً للبيان.

ورفع المندلاوي الجلسة عدة ساعات لغرض إجراء الجولة الثانية من الانتخاب وبعد افتتاح الجلسة الثانية عاد ورفعها حتى إشعار آخر، دون أن يذكر البيان أي سبب لذلك.

وقال مصدر في البرلمان، إن مشاجرة حصلت بين النواب مما دفع رئيس الجلسة إلى رفعها بعد دقائق من بداية الجولة الثانية. ويشترط الفوز برئاسة البرلمان أن يحصل المرشح على نصف زائد واحد من عدد أعضاء البرلمان العراقي البالغ 329 نائباً أي 166 نائباً.

وكان النائب شعلان الكريم من حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي الرئيس السابق للبرلمان هو الأقرب للفوز بكرسي رئيس البرلمان.