ذاتُ الجمالِ بعزَّةٍ وإباءِ

هي بنتُ (زادِ الركب) والإرواءِ

Ad

عاشتْ مُنَعَّمةً إلى أن أسلمتْ

فتعرَّضتْ معَ زوجها لعِداءِ

في دار (أرقمَ) كان أولُ عهدهم

عرفوا تعاليمَ الهدى الغرَّاءِ

فتعطَّرتْ تلك النفوسُ بنورهِ

والسابقونَ هُمُ جنودُ فداءِ

خرجتْ مع الزوجِ الكريمِ بهجرةٍ

من ثمَّ عادا بعدها لقضاءِ

قد أزمعا عودًا لأهلِ مدينةٍ

فتعرَّضا لأذيةٍ السُّفهاءِ

ظلتْ حبيسةَ دارهم، من بعدها

لحقت بزوجٍ كان عند (قِباءِ)

شهدَ المشاهدَ كلَّها ببطولةٍ

حتى أتاهُ الموتُ في الشُّهداءِ

ظنَّتْ شقاءَ الحالِ بعدَ فقيدِها

فتزوجتْ خيرَ الورى بدُعاءِ

كان الزواجُ وأُكرِمتْ في دارها

بنزولِ وحي اللهِ بالأنباءِ

في دارها نزل الكتابُ بآيةٍ

عن أهلِ بيتٍ طُهِّروا بثناءِ

وأبو لبابةَ بشَّرتهُ بآيةٍ

تابَ الإلهُ عليه بعد عناءِ

وعلى الثلاثةِ إذ تخلَّفَ ركبُهم

فأتتهمُ البشرى بعفوِ سماءِ

عندَ الحُديبيةِ اهتدتْ لكرامةٍ

إذ أرشدتْ بنصيحةِ الحُكماءِ

روتِ الحديثَ عن النبيِّ وآله

عن آل بيتِ نبيِّنا بكِساءِ

وروتْ حديثَ الهجرة الأولى إلى

الأحباشِ أهلِ سماحةٍ وإباءِ

من بعدِ موتِ نبيِّنا قد عُمِّرتْ

وتألَّمَتْ لفجيعةٍ نكراءِ

صارتْ بأرضِ الطَّفِّ حيثُ تكالبتْ

أدهى الذئابِ على بني الزهراءِ

صلى عليك اللهُ يا علم الهدى

يا أحسنَ الأزواجِ والآباءِ

والآلِ والأهلِ الكرامِ جميعِهم

هم صفوةُ الأخلاقِ والآلاءِ