أعلن مالك «تويتر» الجديد، الملياردير إيلون ماسك، إعادة حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بعد إغلاقه نهائياً، عقب أحداث 6 يناير 2021، بسبب اقتحام مؤيديه «الكونغرس» بالعنف، لمنع اعتماد فوز الرئيس جو بايدن، بحجة أن الانتخابات «ملعوب فيها». ومع أن ترامب كان قد أسّس منصته الخاصة، «تروث سوشيال»، إلا أنه لا مقارنة بينها وبين تأثير «تويتر».

ومع أن «تويتر» متوسط الحجم، مقارنة بشركات التكنولوجيا العملاقة، بلا أرباح تُذكر، ومحمّل بديون ضخمة، أضيف إليها 13 مليار دولار، منذ استحواذ ماسك، فإن «تويتر» يظل المنصة المفضلة لكبار السياسيين، والمشاهير، والمتنفذين، ونجوم الفن والرياضة، وغيرهم، مما سهل للصحافيين الحصول على تصريحات من دون مقابلات.

Ad

وعندما عرض ماسك 44 مليار دولار للاستحواذ على «تويتر»، وهو ثمن مُبالغ فيه، لشركة غارقة بالديون، التقطت إدارة «تويتر» الفرصة، وبدأت التفاوض الرسمي، وحاول ماسك التنصل من الصفقة، فعيّنت الشركة مكتب محاماة متخصصاً، فما كان منه إلا أن أتمّ الصفقة.

وما إن استحوذ ماسك على «تويتر» حتى دخل مقر الشركة حاملاً مغسلة، وفصل نصف الموظفين، وعددهم 7500، ثم هدّد البقية بأنه إذا لم يبذلوا جهداً مضاعفاً، فعليهم أن يغادروا، فغادرها حتى الآن 75 في المئة، ويقدّر عدد الباقين بنحو 1000موظف.

وتواجه الشركة الآن، عقبات كتناقص عدد الموظفين والفنيين لدرجة قد تعوق العمل، وتراجع الإعلانات، التي تمثّل 90 في المئة من الدخل، والاستقالات الجماعية، حيث ألمح ماسك إلى أن الإفلاس محتمل، وعزز ذلك الانطباع بوضعه صورة عصفور «تويتر» على أحد القبور.

فماذا سيحدث لو انهار «تويتر»، وأفلس، وأغلق العصفور الأزرق جناحيه ودخل القفص للأبد؟

ومن المتوقع أن يفتقده كثيرون، إلّا أن ساحة «تويتر» شهدت معارك فيها فوائد كثيرة، وفي المقابل تضليلٌ كثير، كما تم تداول معلومات حصرية، شملت تاريخ العالم شرقاً وغرباً، أسقطت أنظمة، وثبّتت أنظمة، بلغت أكثر من 700 موضوع حيوي ومحوري.

ولذا، فقد طالبت جهات عديدة إدارة «تويتر» بالحفاظ على المعلومات من الضياع، وأرشفتها حفاظاً على تاريخ حقبة مهمة.

أما ماسك فيؤكد أن «تويتر» باقٍ ويتمدد، وأنه اعتاد تحويل الأفكار لحركة حيّة على الأرض، وقد ينفق من ماله الخاص، ولديه منه الكثير، حتى يعود العصفور إلى التغريد مجدداً، وإلا فوداعاً للعصفور الأزرق، وقد يأتي محلّه طائر آخر، فقد أعلن جاك دورسي (مؤسس «تويتر»)، أنه سيؤسس منصة جديدة، اسمها «بلوسكاي»، ولننتظر لنَرَ.