بينما يترقب العالم ما ستؤول إليه الجلسة المرتقبة في محكمة العدل الدولية في لاهاي يومي الخميس والجمعة 11 و12 الجاري، في إطار الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، أكد سفير جنوب إفريقيا لدى البلاد، مانيليسي باولوس جينجي، أن بلاده قررت الإقدام على هذه الخطوة «بحثاً عن حل سلمي عادل ومستدام ودائم للصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني».

وفي حواره مع «الجريدة» عشية إطلاق المحكمة، قال جينجي إن بلاده «قدمت شكواها إلى محكمة العدل الدولية ضد أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة»، معتبراً أن بلاده تعد ما تقوم به تل أبيب من أعمال ذات طبيعة إبادة جماعية، لأنها ترتكب بنية محدّدة لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من الجنسية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية».

Ad

وأوضح السفير أن «الدعوى تشير إلى أن سلوك إسرائيل، من خلال أجهزة الدولة ووكلائها وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بموجب تعليماتها وتوجيهاتها أو سيطرتها أو نفوذها، يشكل انتهاكا لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين في غزة بموجب ميثاق الأمم المتحدة المتعلّق باتفاقية الإبادة الجماعية».

وتابع أن «الدعوى ذكرت أيضا أن إسرائيل، ومنذ 7 أكتوبر 2023 على وجه الخصوص، فشلت في منع الإبادة الجماعية وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية»، مشيرا إلى أن «تل أبيب تورّطت، وتتورّط، وتخاطر بالتورّط في المزيد من أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة».

وقال إن جنوب إفريقيا طلبت من المحكمة تحديد تدابير مؤقتة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة من أي ضرر إضافي خطير وغير قابل للإصلاح وفقا للاتفاقية، ولضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية ومنعها والمعاقبة عليها».

وشدّد السفير على أنه «منذ بدء الأعمال العدائية في 7 أكتوبر 2023، انضمت جنوب إفريقيا إلى مختلف الدعوات التي أطلقها المجتمع الدولي للتعبير عن قلقه البالغ في أعقاب التطورات بين حركة حماس وإسرائيل، ودعت إلى الوقف الفوري للعنف، فضلاً عن الدعوة إلى ضبط النفس وإلى السلام والحوار».

وذكر أن بلاده «بحثت مختلف المقاربات وراجعت كل الوسائل سواء في المحافل المتعددة الطرف أو على المستوى الثنائي، حتى توصلت إلى الإدانة بإحالة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2023 للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها وتواصل ارتكابها في غزة».

ولفت إلى أن «القمة الاستثنائية عبر الفيديو حول القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية التي عقدها قادة مجموعة البريكس في 21 نوفمبر 2023، بدعوة من رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا، وهي الأولى من نوعها في تاريخ مجموعة البريكس، جاءت في منعطف حرج للصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، وأبلغ خلالها رامافوسا بتعليق جنوب افريقيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل حتى توافق الاخيرة على وقف إطلاق النار، وتلتزم بمفاوضات ملزمة بتيسير من الأمم المتحدة، والتي يجب أن تكون نتيجتها حلاً سلميا عادلاً ومستداما ودائما لهذا الصراع».

وشدد على أن «السبيل الأساسي والوحيد لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المتكرر، هو تنفيذ حل الدولتين وفقا لقرار الأمم المتحدة وعقد مؤتمر سلام دولي أكثر موثوقية في أقرب وقت ممكن».

وختم السفير حواره قائلاً: «باختصار، إن رفع بلاده دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية يرتبط بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، ويتعلق باستعادة الإنسانية والعدالة للفلسطينيين».