مع تزايد التحذيرات الدولية من خطر خروج الأمور عن السيطرة على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسط قلق من إمكانية لجوء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شن حرب كبيرة على لبنان لإنهاء معضلة الردع التي تواجهها على الجبهة الشمالية منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي التي أطلقت آلة القتل الإسرائيلية ضد قطاع غزة، تلقى «حزب الله» اللبناني أمس، ضربة قوية باغتيال وسام طويل مسؤول العمليات بـ «قوة الرضوان»، قوات النخبة في الحزب، بمسيّرة إسرائيلية.

وقُتل طويل المعروف بالحاج جواد في هجوم استهدف سيارته في بلدة خربة سالم جنوب لبنان، والتي تقع على عمق 11 كيلومتراً من الحدود، وبحسب المعلومات قُتل معه شخص آخر يدعى أدهم شري.

Ad

ويعد طويل القيادي العسكري الأعلى رتبة في الحزب الذي يُقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل، بعد أن اغتالت تل أبيب في نوفمبر الماضي قيادات في «قوة الرضوان» بينهم نجل رئيس كتلة الحزب البرلمانية محمد رعد.

وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن طويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ باتجاه قاعدة «ميرون» قبل أيام، والتي توصف بالعين الاستخبارية الحدودية لإسرائيل، في حين توقعت مصادر لبنانية أن يرد «حزب الله» على الاغتيال في إطار حساباته التي تركز على تجنب إعطاء إسرائيل المأزومة ذريعة لشن حرب شاملة على لبنان.

وحذر نتنياهو، خلال جولة بالمنطقة الحدودية المتاخمة للبنان، من أنه سيفعل كل ما يلزم لإعادة المستوطنين الذين تم ترحيلهم إلى مناطق داخلية، ملوحاً بعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، غير أنه أشار إلى أن إسرائيل تفضل أن تُبعد «حزب الله» عن الحدود عبر الدبلوماسية، وذلك عشية وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، والذي تقود بلاده جهوداً ومساعي دبلوماسية عبر المبعوث الرئاسي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين للتوصل إلى اتفاق بين الحزب وإسرائيل لاستعادة الأمن على الحدود التي شهدت هدوءاً طويلاً صمد منذ حرب 2006 حتى 7 أكتوبر الماضي.

بدوره، قال وزير الدفاع يؤآف غالانت، إن الأولوية ليست الدخول في حرب مع «حزب الله»، لكنه أضاف: «إنهم (حزب الله) يرون ما يحدث في غزة. إنهم يعلمون أنه يمكننا نسخ ولصق ما قمنا به هناك إلى العاصمة اللبنانية بيروت»، مشيراً إلى أن إسرائيل باتت مستعدة للانتقال إلى مرحلة جديدة في قطاع غزة تنخفض فيها وتيرة العمليات العسكرية إلى حد كبير.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن العمليات انخفضت بالفعل في شمال غزة، وأنها في باقي القطاع دخلت في مرحلة أقل كثافة.

التصعيد لم يقتصر على الجبهة اللبنانية، إذ شهدت جزيرة قشم الإيرانية، ليل الأحد - الاثنين، انفجاراً غامضاً تسبب في اندلاع حريق ضخم أتى على 16 سفينة تابعة للحرس الثوري تقل عسكريين متجهين إلى الحوثيين في اليمن، وضمنها سفينة استطلاع، حسبما أفادت تقارير إسرائيلية وإيرانية معارضة.

وشكل إعلان ائتلاف المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم فصيلي حزب الله العراقي وحركة النجباء، استهدافه مدينة حيفا شمال إسرائيل، تصعيداً في عمل هذه الفصائل التي أعلنت سابقاً المسؤولية عن استهداف إيلات وحقل اريش النفطي القريب من لبنان.

وبينما أشارت مصادر دبلوماسية أميركية في بيروت إلى أن زيارة جولة بلينكن للمنطقة تخللها طلب مباشر من دولة قطر لتفعيل تحركها باتجاه الإيرانيين لتجديد التفاوض الإيراني ـ الأميركي، أكد السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري خبر «الجريدة» المنشور على صدر صفحتها الأولى بعددها الصادر في 22 ديسمبر الماضي عن تلقي طهران لرسالة أميركية حملها وزير عربي.

وقال أكبري في تصريحات لموقع «العهد» أمس، إن «أميركا أرسلت لإيران وفوداً من أجل عدم توسيع رقعة الصراع وقبل عشرة أيام تلقينا رسالة من إحدى الدول الخليجية التي أرسلت وفدها إلى طهران حاملاً رسالة من جانب الأميركيين من أجل حل المشكلة في المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع».

وأكدت مصادر دبلوماسية أن الإشارة التي أعطاها الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله قبل أيام عن فرصة تاريخية للبنان لتحرير كل أراضيه عبر المفاوضات، تنسجم مع موقف إيراني واضح تم إبلاغه للأميركيين بأن طهران مستعدة للمفاوضات وتكريس الاستقرار، إضافة إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.

في المقابل، تستبعد مصادر لبنانية الانزلاق إلى حرب إلا إذا شنتها إسرائيل، مشيرة إلى أن الاستقرار في جنوب لبنان والبحر الأبيض المتوسط يمثل أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما دفع إلى مبادرة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، لأسباب تتصل بأمن الطاقة وتوفيرها إلى أوروبا.

وذكرت المصادر أن «حزب الله» إلى الآن لم يلجأ إلى الخروج على قواعد الاشتباك ولم يوجه ضربة لأي هدف بحري في البحر الأبيض المتوسط خصوصاً حقلي تامار وكاريش، في خطوة تشير إلى أن الحرب في غزة والتضامن من قبل محور إيران مع القطاع، أصبحا أبعد بكثير من حدوده وذات أهداف أبعد من إسناد المقاومة الفلسطينية، فالأهداف الأساسية إعادة ترسيم حدود النفوذ في المنطقة من البحر الأحمر إلى المتوسط، وما تريده إيران هو تكريس نفوذها على خطوط التنافس العالمية حول ممرات التجارة والملاحة البحرية.

ولفتت المصادر إلى أن حسابات الدول بما فيها إيران تتقدم في هذا المجال على حساب القضية الفلسطينية وقطاع غزة، طالما أن مشروع التهجير والتجزير من قبل الإسرائيليين مستمر، ولم تتمكن الضربات من محور الممانعة من وضع حد لهذا التوغل الإسرائيلي.

وأكدت أن كل عناوين الاستقرار في لبنان التي يطرحها الأوروبيون تتصل بضرورة توفير الاستقرار في لبنان لمنع تسرب اللاجئين ولمنع تفاقم الصراع العسكري مع إسرائيل. وهذه العناوين كلها تركزت عليها زيارات وزيرة خارجية فرنسا، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزيرة الخارجية الألمانية، التي تحمل عرضاً يتعلق بتوسيع صلاحيات وتعزيز عدد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل، إضافة إلى زيادة عدد الجنود الألمان.

وبالنسبة إلى لبنان فإن كل هذا النقاش مؤجل حالياً بانتظار وقف الحرب على غزة، وبعدها فإن لبنان مستعد للدخول في مثل هذه المفاوضات.

وفي تفاصيل الخبر:

بعد 3 أيام من قصف حزب الله اللبناني لأهداف حساسة في قاعدة جوية استراتيجية توصف بـ«العين الاستخبارية الحدودية» لإسرائيل، في رد أولي على اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري، قُتل وسام طويل القيادي العسكري البارز في «قوة الرضوان»، قوات النخبة في «حزب الله»، بقصف إسرائيلي استهدف سيارته في بلدة خربة سلم في عمق جنوب لبنان.

وحسب المعلومات، فإن الضربة التي يعتقد أنها نفذت بطائرة مسيرة بالمنطقة الواقعة على بعد نحو 11 كيلومتراً من الشريط الحدودي، تسببت بمقتل قيادي ثانٍ في «قوات الرضوان» يدعى أدهم شري.

وفي حين أفادت تقارير عن أن القيادي العسكري المستهدف بالضربة المؤلمة للحزب قائد العمليات في قوة الرضوان، شددت أوساط عبرية على أن طويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ باتجاه قاعدة «ميرون».

وفي وقت لاحق، نعى حزب الله في بيان «الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل» من بلدة خربة سلم. وقال إنه «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وهي العبارة التي يستخدمها حزب الله لنعي مقاتليه الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة. وهذه أول مرة يستخدم فيها حزب الله صفة «قائد» عند نعي أحد عناصره.

ويعد طويل القيادي العسكري الأعلى رتبة في حزب الله الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل.

ونشر الإعلام الحربي لحزب الله مجموعة صور لطويل، يظهر في إحداها وهو يجلس قرب قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من يناير 2020.

وظهر في صور أخرى مع عدد من قيادات الحزب، بينهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله، والقيادي السابق عماد مغنية الذي قتل بتفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008، إضافة إلى مصطفى بدر الدين، القيادي العسكري الذي قتل في سورية عام 2016.

مواجهة العنكبوت

وفي وقت عزز الاغتيال احتمالات تصاعد المواجهات الحدودية التي أسفرت حتى الآن عن مقتل 130 من عناصر الحزب اللبناني الذي فتح جبهة «إسناد ومشاغلة» منذ شن حركة «حماس» الفلسطينية لهجوم «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر الماضي، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جولة بالمنطقة الحدودية المتاخمة للبنان من أنه سيفعل كل ما يلزم لإعادة المستوطنين الذين تم ترحيلهم إلى مناطق داخلية خوفاً من اندلاع مواجهة شاملة.

وصرح نتنياهو بالقول: «لقد ظن حزب الله أننا بيت عنكبوت، وفجأة رأى أي عنكبوت هذا. إنه يرى هنا قوة هائلة، وتصميماً على القيام بكل ما يلزم لاستعادة الأمن في الحدود الشمالية، وأنا أقول لكم: هذه هي سياستي».

وقال نتنياهو خلال تفقده وحدة «ديفورا» العسكرية رفقة وزير الاقتصاد نير بركات: «اخترت القدوم إلى كريات شمونة، بينما نتعرض للقصف بنيران مضادة للدبابات». وأضاف: «لقد أخطأ حزب الله في تقديرنا في عام 2006، وهو يرتكب خطأً كبيراً في حقنا حتى الآن».

ومضى بقوله مخاطباً الجنود الإسرائيليين: «سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والسماح لعائلاتكم، لأن الكثير منكم من المنطقة، بالعودة إلى ديارهم بأمان وتعلمون أنه لا يمكن العبث معنا، وسنفعل كل ما هو ضروري. نحن بالطبع نفضل أن يتم ذلك دون معركة واسعة، لكن هذا لن يوقفنا».

وبخلاف الضربة النوعية التي لا يعرف على وجه الدقة إن كانت ضمن مسلسل اغتيالات بدأ بقتل نائب رئيس مكتب «حماس» صالح العاروري في بيروت أم لا، تواصل تبادل القصف على طرفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية بوتيرة اعتيادية أمس، فيما واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته الإقليمية الرامية لكبح التصعيد ومنع انتقال حرب غزة إلى جبهات أخرى.

ومع وصول وزيرة الخارجية الألمانية إلى بيروت حاملة مقترحاً إسرائيلياً لنشر قوات ألمانية على الحدود بين إسرائيل ولبنان، نقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر لبنانية بأن الجانب اللبناني رفض مقترحاً إسرائيلياً آخر نقله المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بنشر قوات طوارئ بصلاحيات عسكرية على الحدود بهدف إبعاد خطر شن «قوات الرضوان» لهجوم مماثل لـ«طوفان الأقصى» من الجبهة الشمالية.

وفي وقت أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن بلينكن سيطلب من حكومة نتنياهو السماح بعودة النازحين من شمال غزة إلى جنوب القطاع لمساكنهم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن جيش الاحتلال يتجه إلى المرحلة الثالثة من الحرب على القطاع الفلسطيني المعزول والمحاصر، والتي ستشهد خفضاً لمستوى العمليات العسكرية المكثفة، والانتقال نحو عمليات خاصة، لكنها ستكون مرحلة أطول من المرحلتين السابقتين.

وأشار غالانت، لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إلى أن مفهوم الدفاع بالنسبة للدولة العبرية تغيَّر بعد أحداث السابع من أكتوبر، وقال: «وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محوراً، وليس عدواً واحداً، وإيران تقوم ببناء قوة عسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها ضدنا».

وبرر لجوء جيش الاحتلال لقوة مدمرة غير متناسبة في الحرب التي تسببت بمقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني وشردت نحو 85% من سكان القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمبة بـ«شدة التهديد الذي تُواجهه إسرائيل وبهجوم السابع من أكتوبر الذي هزها».

وتابع: «الهدف ليس فحسب تدمير حماس، التي تدعمها إيران، بل العمل بقوة كبيرة لردع الأعداء المحتمَلين الآخرين، حلفاء طهران، بما في ذلك حزب الله».

وشدّد على أن إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها المتمثلة في تدمير «حماس»، وإنهاء سيطرتها على غزة، وإطلاق سراح المحتجَزين الإسرائيليين بالقطاع.

خلافات واحتجاجات

من جهة ثانية، تسبب تصريح غالانت عن تقليص العمليات العسكرية بغزة، الذي يبدو أنه يأتي كاستجابة للضغوط الغربية الرامية لاحتواء الكارثة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، في إثارة غضب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الذي يتمسك بتشجيع هجرة الغزيين إلى الخارج طواعية وبإعادة الاستيطان اليهودي للقطاع الفلسطيني.

وقبل اجتماع عاصف لترتيب أوراق حكومة نتنياهو استعداداً لوصول بلينكن اليوم، قال بن غفير إن «مجلس الحرب غير مفوض للإعلان عن الانتقال إلى مرحلة عمليات محدودة بغزة».

وأغلق عشرات المتظاهرين من حركة «تغيير الاتجاه» وائتلاف «الانتخابات الآن» مدخل «الكنيست» مطالبين بتحديد موعد في أسرع وقت لإجراء انتخابات مبكرة للبرلمان، متهمين حكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب وملف إطلاق سراح المحتجزين.

وقامت الشرطة الإسرائيلية بفض الاحتجاجات بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى الكنيست ومقر الحكومة.

تحذير ورسالة

ووسط تشكك غربي بقدرة إيران على ضبط ايقاع الجماعات المسلحة المتحالفة معها واحتمال انزلاق المنطقة إلى نزاع أوسع في ظل هيمنة التيار اليميني المتشدد على القرار بإسرائيل، أيد تصريح أدلى به السفير الإيراني لدى دمشق حسين أكبري خبر «الجريدة» المنشور على صدر صفحتها الأولى بعددها الصادر في 22 ديسمبر الماضي عن تلقي طهران لرسالة أميركية حملها وزير عربي.

وقال أكبري في تصريحات لموقع «العهد» أمس، إن «أميركا أرسلت لإيران وفوداً من أجل عدم توسيع رقعة الصراع وقبل عشرة أيام تلقينا رسالة من أحد الدول الخليجية التي أرسلت وفدها إلى طهران حاملاً رسالة من جانب الأميركيين من أجل حل المشكلة في المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع».

وأشار إلى أن الرد الإيراني على الرسالة كان بأن «لحلفاء طهران»، في لبنان والعراق وفلسطين وسورية واليمن، «حق تقرير مصيرهم المرتبط بحرية شعوبهم واستقلال قرارهم السياسي وهي ليست بديلاً عنهم».

في موازاة ذلك، دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الحكومة الأميركية والدول الغربية التي يزور مسؤولوها المنطقة الآن إلى إظهار إرادتهم بصورة عملية «إن كانوا يسعون بصورة حقيقية وصادقة وراء حل القضية وايقاف جرائم الحرب الصهيونية ومنع اتساع رقعة الحرب وانعدام الأمن بالمنطقة».

وشدد على أن «المقاومة ستكون قادرة على إدارة القطاع»، معتبراً أن الاحتلال تكبد خسائر استراتيجية لا يمكن ترميمها في غزة.

وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي إلى الرياض قادماً من أبوظبي لإجراء مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن التطورات الإقليمية وحرب غزة، أكد الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي، خلال اجتماع مع الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على ضرورة تضافر وتوحيد الجهود الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد القطاع وإنهاء الأزمة ووضع حد للكارثة الإنسانية.

وذكر ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن أكد لرئيس الإمارات محمد بن زايد التزام واشنطن بـ«إحلال سلام إقليمي دائم يضمن أمن إسرائيل ويعزز إقامة دولة فلسطينية مستقلة».

وجاء ذلك في وقت أفادت سلطات غزة بسقوط 100 قتيل جراء القصف الإسرائيلي الجوي والبري والبحري واستمرار المواجهات بين عناصر حركتي «حماس» و«الجهاد» مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المحاور بالقطاع خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية.

وفي القاهرة، شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال اجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على ضرورة وقف العدوان، مؤكداً أن «الحل الوحيد لكل ما يجري من تصعيد في المنطقة هو الحل السياسي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس».