تفتتح اليوم في العاصمة القطرية الدوحة منافسات كأس العالم لكرة القدم، البطولة الأغلى والأكبر في هذه اللعبة.

قبل ما يقارب 13 عاماً جمعني لقاء تلفزيوني على قناة «دبي الرياضية» في برنامج «برزة خليجية» مع طيب الذكر رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، محمد بن همام العبدالله، وتضمنت الحلقة آنذاك عدة محاور، أبرزها نية قطر لتقديم ملف استضافة كأس العالم 2022.

وأتذكر جيداً النقاش الطويل، الذي امتد إلى تنظيم مؤتمر صحافي للإعلاميين في اليوم التالي حول الفكرة، ومدى إمكانية أولاً النجاح في الفوز، لاسيما أن المنافسين من الدول ذات الباع الطويل في الرياضة، وثانياً هو قدرة قطر على التنظيم بالمستوى المطلوب، وتجهيز البنية التحتية اللازمة لمثل هكذا تظاهرة ينتظرها العالم بأسره على مدار كل 4 سنوات، وقد كان لافتاً يومها حجم الثقة التي غلفت ردود الرجل حينئذ حول قدرة قطر اللامحدودة لاستضافة هذا الحدث.
Ad


وبعد هذا للقاء بعدة شهور، وتحديداً في 2 ديسمبر 2010، أخرج رئيس الاتحاد السابق السويسري، جوزيف بلاتر، البطاقة التي تحمل اسم الدولة الفائزة بحق استضافة مونديال 2022، ليرفعها أمام الحضور في قاعة مؤتمرات مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ، وقد كتب عليها اسم دولة قطر، في مشهد لا يزال يأسر قلوبنا كعرب جميعاً كلما تذكرناه، أو أعدنا مشاهدته، لتبدأ منذ ذلك الحين حملات مسعورة تستهدف النّيل من قطر ومسؤوليها في كل فرصة، وعند بحث أي قضية، إلا أن ما يحسب لقطر ومسؤوليها هو عدم الالتفات إلى تلك الحملات، بل وضعوا كل جهودهم في تنفيذ مشروع للتنمية المستدامة التي ستبقى وتخدم الأجيال القادمة في هذه البقعة الصغيرة على خريطة العالم.

ما قدمته قطر حتى اللحظة، وما ستقدمه في القادم من الأيام، يكاد يكون خارج إطار التصور المنطقي للعقل البشري، فالحقيقة التي لابد أن نقر بها أن الفوز بحق التنظيم كان مفاجأة للكثيرين، وأنا منهم، إلا أن ما فعلته قطر وصرفته من أموال خلال اثني عشر عاماً، لضمان الوصول إلى هذه النتيجة المذهلة، هو مفاجأة أكبر وللكافة سوى المسؤولين عن تولي هذا الملف منذ البداية فقط، لأنه ببساطة كان مشروع دولة تولاه أشخاص مؤمنون برغبتهم وقدرتهم على وضع دولتهم في مصاف الصفوة في العالم، وهم بالتأكيد يختلفون عن غيرهم.

بنلتي

اليوم سيتسمر العالم بأسره ليتابع قدرة العرب على صنع الإبهار، واليوم سيكون العالم كله مرتبطاً بتوقيت قطر، وسنرفع رؤوسنا كلنا كعرب من الخليج إلى المحيط، لنصدح بصوت واحد تحيا وشكراً قطر، فقد رفعنا بك الرأس، لأنك وضعت العالم والإنسان العربي على خريطة العالم، فهنيئاً لقطر دولة وشعباً، وأمانينا لها بتقدم إلى أكبر ومن مجد إلى أعلى فـ «من جد وجد ومن زرع حصد».