ندّدت طهران بالصمت الدولي بعد هجمات دامية شهدتها عدّة مدن، ووصفتها بأنها «أعمال إرهابية»، في حين هاجم المرشد الأعلى علي خامنئي «مديري أعمال الشغب»، في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير منذ منتصف سبتمبر الماضي.

وقال خامنئي، لأهالي أصفهان، «الذين يديرون أعمال الشغب بدأوا بافتعال الشرّ بعد عجزهم عن إشراك الشعب بأعمالهم».

وأضاف: «ملف الشر سیُغلق من دون شك، وعندها سيعود الشعب بمعنويات جديدة للمضي بمسيرة التطور».
Ad


ورأى خامنئي الذي يتّهم إسرائيل وقوى إقليمية وغربية بالتخطيط لإشعال الاحتجاجات أن «تطور إيران وازدهارها سيلغي منطق الديموقراطية الليبرالية للغربيين الذين نهبوا العالم خلال القرنين الماضيين».

بدوره، هدّد قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، خلال زيارته لبغداد، بعملية عسكرية بريّة في كردستان، إن «لم يحصّن الجيش العراقي الحدود المشتركة ضد الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة». ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين عراقيين وأكراد أن «عملية كهذه ستكون غير مسبوقة، وستفاقم التداعيات الإقليمية في ظل الاضطرابات التي تشهدها إيران».

وأشارت الوكالة إلى أن «التهديد نقله قآني الذي وصل بغداد الاثنين الماضي في زيارة غير مُعلنة استمرت حتى الجمعة، وجاءت بعد يوم واحد من هجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة للمعارضة في أربيل، وراح ضحيّته 3 أشخاص». وكانت مطالب قآني من شقين: «نزع سلاح الجماعات الكردية وتحصين الحدود لمنع التسلل» إلى المحافظات الغربية التي تسكنها الأقلية الكردية، والتي تشهدت اضطرابات وأعمال عنف بشكل كثيف منذ وفاة الفتاة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل الشرطة بسبب مخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي. وأكدت مصادر أن قآني قال: «إذا لم تُلبّ بغداد المطالب، إيران ستشن حملة عسكرية بالقوات البرية وتواصل قصف قواعد المعارضة». وأشارت «أسوشييتدبرس» إلى أن التهديد الإيراني العلني يُعد الأول من نوعه.

استمرار الاحتجاجات

وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي استمرت الاحتجاجات الشعبية بشكل متسارع. وأكدت وكالة أنباء حقوق الإنسان الإيرانية سقوط 404 قتلى حتى الجمعة.

ولاحقاً، أعلنت منظمة هنكاو المدافعة عن أكراد إيران أن 3 متظاهرين قتلوا، أمس، برصاص قوات الأمن خلال احتجاجات في بلدة ديفانداره.

وكانت مراسم عزاء طفل يُدعى كيان بيرفلك في مدينة إيذج ذات الأغلبية اللورية البختيارية بشمال شرق الأهواز مملوءة بغضب عمّ المدن الأخرى، وفنّدت أسرته رواية السلطات التي أرجعت مقتله، الأربعاء، إلى «عملية إرهابية لداعش»، وردد المشاركون في مراسم دفنه «الحرس والباسيج... أنتما داعشنا».

وفي تطوّر ملحوظ، هاجم متظاهري مدينة خمين، مسقط رأس مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني وأشعلوا النيران فيه.

وفي حين أعلن البرلمان الأوروبي أنه سيعقد اجتماعاً آخر بعد غد الثلاثاء حول القمع العنيف للاحتجاجات، أفاد جهاز الاستخبارات الكندية بأنه يحقق في تهديدات بالقتل أطلقتها إيران ضد أشخاص في كندا، بعد أسبوع من اتهامات مماثلة أطلقتها المملكة المتحدة.

قصف وتنسيق

من جانب آخر، أسفرت غارات منسوبة إلى إسرائيل، استهدفت بعض النقاط في المنطقتين الساحلية والوسطى عن مصرع 4 جنود سوريين، فيما أكد «المرصد السوري» المعارض أن الضربات طالت منطقة تابعة لمحافظة حمص لأول مرة.

وتحدث «المرصد» عن سقوط قتلى من ميليشيات موالية لإيران في القصف الإسرائيلي، الذي انطلق من فوق البحر المتوسط من اتجاه بانياس، ودمّر مخازن أسلحة وذخيرة في ريف منطقة مصياف بحماة ومواقع أخرى في الريف الحمصي وريف جبلة بمحافظة اللاذقية. وبالتزامن مع الضربة توجّه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى الولايات المتحدة، في ثاني زيارة يقوم بها إلى واشنطن، لمناقشة القضايا المتعلقة بالتحديات الأمنية في المنطقة، وعلى رأسها «التهديد الإيراني». ومن المقرر أن يلتقي كوخافي خلال زيارته التي تستمر 5 أيام مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان.

في غضون ذلك، أعلن قائد القيادة الوسطى (سنتكوم)، مايكل كوريلا، أن قوة مخصصّة للأنظمة غير المأهولة في الخليج ستنشر أكثر من 100 سفينة مُسيّرة في مياه المنطقة الاستراتيجية المقابلة لإيران بحلول العام المقبل.

جاء ذلك بعد يومين من استهداف طائرة مسيّرة، يعتقد أنها إيرانية، لناقلة نفط مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في مياه الخليج، وعقب إعلان القيادة الوسطى، عن تعرّض قاعدة في سورية تضم جنوداً أميركيين، لهجوم صاروخي شنّته فصائل متحالفة مع «الحرس الثوري».