أكرمْ بحفصةَ وابنةِ الخطَّابِ

زوجًا مباركةً بخيرِ رحابِ

Ad

في بيئةٍ نبويةٍ قد أسلمتْ

نشأتْ، فنِعْمَ البيتُ ذو الأقطابِ

فتزوجتْ بابن الحذافة، هاجرتْ

مع ثُلَّةٍ هربتْ لهجرِ عذابِ

من بعدُ كانت هجرةٌ لمدينةٍ

فيها النبيُّ ومجمَعُ الأصحابِ

واستشهد الزوجُ الكريمُ بطولةً

في بدرٍ الكبرى بطهرِ ثيابِ

حزنتْ عليه وأسلمتْ أحوالَها

لله ربِّ العرشِ والأربابِ

بعدَ الترمُّلِ تمَّ عرضُ زواجِها

لأبي قحافةَ، ظلَّ دون جوابِ

ثم ارتضى الفاروقُ عرضَ زواجِها

عطفًا على عثمانَ ذي الأطيابِ

وبرفضِه لزواجها بتلطُّفٍ

أفضى أبوحفصٍ لخيرِ جنابِ

يشكو له من سوءِ حالٍ صابَه

من خيبةٍ من صُحبةِ الأحبابِ

إذ ذاك بشَّرهُ النبيُّ بأنها

ستكونُ زوجتَه مع الأترابِ

فتهلَّلَ الوجهُ الحزينُ بفرحةٍ

وتشرَّفا بكرامةِ الأنسابِ

صوَّامةٌ قوَّامةٌ مهما بدا

منها، لغيرتها، من الأسبابِ

حرستْ كتابَ اللهِ أول نسخةٍ

خطيَّةٍ من قبل جمعِ كتابِ

روتِ الحديثَ عن النبيِّ وعن أبٍ

وروى أخوها بعدها بصوابِ

كم رُوِّعت لوفاةِ والدها الذي

لاقى الشهادةَ في أليمِ مُصابِ

زهِدتْ بدنياها وصانتْ علمَها

بتدارسٍ وتعهُّدٍ مُنسابِ

غابتْ عن الدنيا وكان سلوكُها

كأبٍ تلبَّسَ أفضلَ الآدابِ

صلى عليكَ اللهُ يا علَمَ الهدى

خيرِ الأنامِ ورحمةِ التوَّابِ

والآلِ والصحبِ الكرامِ فإنهم

تبعوكَ بالحسنى لخيرِ مآبِ