كشفت لنا المجزرة الدامية في غزة حقيقة الكثير من الشركات والعلامات التجارية الكبرى التي كنا نستهلكها بشكل يومي، فأغلب تلك الشركات داعمة وبشدة للكيان الصهيوني، بل لمالكيها ومصمميها تصريحات عنصرية ولا إنسانية صريحة، آخرها كانت متمثلة بتلك الحملة الإعلانية المقيتة لشركة الملابس «زارا» والتي تصور العارضات مع ما يشبه الأكفان وفي خلفية تحاكي أنقاض الحرب، وتمت إزالة هذه الإعلانات بعد اعتراض نسبة كبيرة من الزبائن والمتابعين عليها.

وللأسف، لم تكن هذه سابقة لـ«زارا»، ففي عام 2021 قامت مصممة «زارا» فانيسا بيريلمان بإرسال تعليقات عنصرية لعارض الأزياء الفلسطيني قاهر حرحش، تصف فيها الشعب الفلسطيني بـ«غير المتعلم» الذي يفجر المدارس والمستشفيات التي ساعدت إسرائيل في دفع ثمنها، كما تدّعي، وتعلن ولاءها لإسرائيل. (نيويورك تايمز، 12 ديسمبر 2023).

Ad

الحقيقة أن موجة المقاطعة قد بدأت قبل أحداث غزة بقليل، حيث ازداد الوعي العام وتم رسم الحدود أمام الشركات المروجة للأجندات المريضة، ومنها شركة (بالينسياجا) العالمية التي قامت بتصوير حملات إعلانية مقززة تدعو إلى استغلال الأطفال العام الماضي (نيويورك تايمز، 28 نوفمبر 2022). أدى ذلك إلى حركة مقاطعة كبيرة أعاد فيها المستهلكون حساباتهم، وقاموا بالتحقق من الشركات الأخرى التي يشترون منتجاتها بشكل اعتيادي.

تضررت العديد من الشركات من المقاطعة، وذلك بعد أن كان البعض يستهزئ بالمقاطعين ويتساءل عن جدوى المقاطعة أمام تلك الشركات المليونية، وأتانا الجواب مبكراً، حيث خسرت «ستاربوكس» ما يقارب الـ11 مليار دولار خلال بضعة أشهر (الجزيرة، 2 ديسمبر 2023)، وعبثاً قامت بزيادة العروض والخصومات على مشروباتها، فأصبح مشهد «ستاربوكس» الخاوي على عروشه غير مستغرب بعد أن كان مكتظاً بمحبي القهوة! أما «ماكدونالدز» فقد انخفضت مبيعاتها في مصر بنسبة 70% على الأقل بعد إعلانها تقديم وجبات مجانية لجنود الاحتلال الإسرائيلي، (العربي الجديد 10 ديسمبر 2023) ونلاحظ في الكويت الظاهرة ذاتها، فأصبحت أفرع السلسلة فارغة بعد أن كانت طوابير مدمني الوجبات السريعة تملأ أفرعها.

أتتنا المقاطعة بعدة فوائد إضافية بعد أن حققت غايتها بنصرة إخواننا الفلسطينيين في غزة، فأصبحنا أكثر وعياً بما نستهلك، فمن غير المعقول أن نشتري من أناس لا يروننا كبشر أساساً، بل نحن مجرد سوق استهلاكي متخلف وجاهل بالنسبة إليهم، كانت هنا قوتنا الشرائية سلاحاً فعالاً سبب خسائر فادحة لهم. وكذلك فإن دعم المنتجات الوطنية والعربية ينعش اقتصادنا ويجعلنا مستقلين بذواتنا، وهو الأمر الذي بات ضرورةً تحت ظل الظروف السياسية والاقتصادية المتذبذبة حالياً.

والواقع أن أغلب تلك الشركات لا خير فيها! فمن أطعمة مليئة بالدهون والمواد الحافظة إلى ملابس «الموضة السريعة» ذات التأثير الكارثي على البيئة والمشغلة بأيدي الأطفال والمعدمين تحت أسوأ الظروف، بإمكاننا إيجاد أفضل البدائل– لا سيما في مجال القهوة والأطعمة- في الكويت.

وختاماً، بإمكانكم الدخول على موقع «بدناش» https://bdnaash.com أو تحميل التطبيق للتحقق من دعم الشركات للكيان الصهيوني أو عدمه، فلنستهلك بوعي!