وسط تزايد المخاوف من التداعيات الخطيرة لحالة عدم الاستقرار في البحر الأحمر وباب المندب وانعكاس ذلك على خطوط الملاحة والتجارة الدولية، قصفت جماعة الحوثي اليمنية أمس سفينة «ستريندا» النرويجية المحملة بالنفط، في مضيق باب المندب.

وكانت القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم» أعلنت مساء أمس الأول أنّ ناقلة المواد الكيماوية «ستريندا» أصيبت أثناء مرورها في باب المندب بصاروخ مجنّح (كروز) مضادّ للسفن، وأبلغت عن «وقوع أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها».

Ad

وبحسب البيان، لبّت المدمّرة «يو إس إس ميْسون» التابعة للبحرية الأميركية نداء استغاثة أطلقته السفينة، التي كانت تبحر باتجاه قناة السويس، ومدّت لها يد العون.

من ناحيتها، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها اعترضت ودمرت مسيرة كانت تستهدف «ستريندا».

وفي وقت سابق، أفادت هيئة التجارة البحرية البريطانية باندلاع حريق على متن سفينة قرب باب المندب، ونصحت السفن بتوخي الحذر.

وأكد شركة «جي لودفيغ موينكلز ريديري» النرويجية المالكة للسفينة أنه لم تقع إصابات بين أفراد الطاقم الذين تمكنوا من إخماد الحريق وجميعهم من الجنسية الهندية، مضيفة أن السفينة كانت في طريقها من ماليزيا إلى إيطاليا محملة بالمواد الخام للوقود الحيوي، وتتجه الآن إلى ميناء آمن.

في المقابل، شدد المتحدث باسم القوات العسكرية الموالية للحوثيين يحيى سريع على أن السفينة كانت في طريقها إلى إسرائيل، وجرى استهدافها بعد رفض طاقمها جميع النداءات التحذيرية، مؤكدة أنها كانت متجهة إلى إسرائيل.

وحذرت وزارة الخارجية النرويجية من العواقب المحتملة لتصعيد الصراع الإقليمي ووصفتها بأنها مثيرة جداً.

إلى ذلك، شدد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه «سيتم التعامل مع تهديد الحوثيين بالقوة».

وكان تقرير إعلامي عبري أشار إلى أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه سيتحرك عسكرياً ضد جماعة الحوثي باليمن، إذا لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.

وفي حين لم يستبعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اللجوء إلى الخيار العسكري، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مسؤول عسكري يمني أن جولة المبعوث الأميركي إلى اليمن في المنطقة تيم ليندركينغ تأتي من أجل حشد التأييد لأي عملية عسكرية محتملة ضد الحوثيين.

كما نقلت عن مراقبين عدم استبعادهم أن تشارك القوات اليمنية المناهضة للحوثيين ضد أي عملية دولية لتأمين السواحل اليمنية.

وكانت تقارير أفادت بأن واشنطن تبحث إنشاء تحالف دولي لحماية البحر الأحمر، أو توسيع مهمة «قوة المهام المشتركة 153» وهي تحالف بحري تقوده أميركا.