كم من وقفاتٍ بطوليةٍ اندثرت وأحداثٍ تاريخية انمحت لأنها لم تدون بقلم أصحابها، التي خلد ذكراها التاريخ لكنها لم تكتف عن التواضع وإبقاء وقفاتها الكبرى لغزاً مجهولاً لا يمكن الإعلان عنه، إنه رجل الكويت الأول وقائد المقاومة الكويتية البطل محمد الفجي.
من الفجي؟ وما أبرز محطات حياته؟
ولد محمد الفجي في مايو 1953 ونشأ في الكويت مرتوياً حب الوطن، كان شاباً وطنياً طموحاً يمتلك علاقاتٍ ممتدة داخل الكويت وخارجها، وامتهن التجارة الدولية بين دولتي الكويت والعراق، وعلى وجه الخصوص في بداية الثمانينيات بالتزامن مع الحرب العراقية الإيرانية حين كان العراق في أمس الحاجة لمد يد العون ليقوم الفجي بما لم تستطع الدول الكبرى القيام به!
استطاع الفجي توطيد علاقاته مع القياديين العراقيين، ورعى حملات المساندة وضحى بكل ما يملك فداءً للكويت والخليج بأكمله، فعلى الرغم من اعتقاله وتعذيبه وخوضه هذه التجربة المؤلمة التي أخفى حقائقها ومجرياتها حتى اللحظة فإن الفجي قاد رحلة التحرير والبحث عن الأسرى الكويتيين بمحاذاة القائد حامد الشمري، ولم يتوانَ عن إنفاق ثروته للبحث عن الأسرى الكويتيين، معرضاً نفسه لأكثر من ثلاث محاولات اغتيالٍ فاشلة!
ذكر الفجي للمرة الأولى عن دوره الأكبر في منع هبوط الطائرة الكويتية المخطوفة «الجابرية» في مطار لبنان، وذكر أنه كان مقيماً حينها في قبرص وفور سماعه بقصة الجابرية اتجه للمطار واتصل فوراً، بالشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، لتنتهي المحادثة باقتراب قصف المطار اللبناني وضرورة تغيير اتجاهها وهبوطها في الجزائر، كانت إشارة الفجي كفيلة بإيقاف حروب تدميرٍ شاملة لو حدث ذلك!
علاوةً على ذلك، قامت جهاتٌ دوليةٌ كبرى بطلب الإعلان عن إنجازات الفجي، ذلك القومي القادر على تخطيط الأحداث في قلب العراق، لكنه سخّر محاور قوته بدخول العراق من أوسع أبوابها، ومعرفة نقاط الضعف، وامتلاكه قدرة التمويل الكافية لكنه رفض ذلك!
ختاماً، إلى متى ستظل سيرة البطل محمد الفجي غامضة؟ ومتى سيكشف الغطاء عن الحقائق والخبايا التي يخفيها؟ هذا ما نتطلع إليه آملين منك يا «بوخالد» أن تكتب وتدون فالورق لا يموت، بالكويتي «بوخالد تكلم»!!