يُعد الفن التشكيلي أداة لتوثيق الأحداث المهمة والمؤثرة على هيئة لوحة مرسومة أو عمل نحتي أو غيرهما من أنماط الإبداع، وهو ما قام به الفنان المصري محمد دمراوي في معرضه الجديد (العشاء الأخير)، الذي يرصد الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء القصف الإسرائيلي الهمجي لقطاع غزة، من خلال مشهد فني بانورامي يجسد أطفال غزة كأنهم ملائكة تحلِّق على مائدة العشاء الأخير.

المعرض يستضيفه «غاليري ديمي» في ضاحية الزمالك بالقاهرة، ويوثق دمراوي من خلاله معاناة الفلسطينيين، خصوصاً أطفال غزة، الذين طالهم العدوان الإسرائيلي، ما أدى لاستشهاد أكثر من خمسة آلاف طفل حتى الآن. وقد أعلن الفنان تخصيص نصف عائد مبيعات لوحات المعرض للهلال الأحمر والمساعدات الموجهة لقطاع غزة.

Ad

في هذا العرض، الذي يستمر حتى 15 الجاري، خصص دمراوي عملاً فنياً اختار له عنوان «ملائكة غزة»، يجسد من خلاله ويلات الحرب وتداعياتها، خصوصاً على الأطفال، وكم المأساة التي يتعرضون لها في كل لحظة، وهذا الكم الكبير من الضحايا بينهم، وهي مأساة نالت كذلك من براءة وأحلام من نجا منهم.

يقول دمراوي: «عندما يندمج الفن التاريخي والإبداع المعاصر، فإنك ترى نفسك مُحاطاً بالأعمال الفنية المُستلهمة من لحظات تاريخية مهمة، وتعيد تفسيرها بأساليب فنية معاصرة، وهذا من شأنه أن يتيح لنا فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة من الفن والروحانية الممتزجة بالكثير من الجمال والإلهام».

ودمراوي فنان معروف بعشقه للثقافة الشعبية ومظاهرها الشائقة المحببة للنفس، كالحواري والأزقة، والمواويل، والباعة الجائلين، والمقاهي، وفي كل معرض تزداد تجربته نضجاً وعمقاً، حتى باتت أعماله تحمل بصماته في الخط واللون والمعنى، وبشكل مرتبط بالواقع الذي نعيش فيه، وتأكيده على رسالة وقيمة الجمال.