ترجمت ندى فارس رواية «خرائط التيه» للروائية بثينة العيسى إلى اللغة الإنكليزية، مبينة أن «سبب اختياري للرواية هو أنني كنت أفكر في حضور ورشة للترجمة الأدبية عندما كنت في جامعة كولومبيا، وأردت أن أسلط الضوء على رواية حديثة لكاتبة كويتية، فسألت صديقتي عن كتاب قرأته مؤخراً وأثر فيها بشكل كبير فرشحت لي رواية خرائط التيه».

وعن أبرز التحديات التي واجهتها، قالت فارس: «واجهت العديد من التحديات، أولها أنني لم أكن قد قمت بترجمة أي شيء بهذه القدرة من الإبداع اللغوي والثقل الدرامي، فاضطررت إلى أن أتعلم أي القواميس التي يجب أن أستعين بها، إضافة إلى ذلك أنا أعاني من اضطراب ثنائي القطب، وفي السنوات الماضية تعلمت كيفية استخدام مزاجي المتقلب لمصلحة أعمالي الإبداعية، فأنا على سبيل المثال أكتب وأدرس الأدب عندما أكون في حالة مزاجية مرتفعة، وأقوم بالقراءة عندما أكون في حالة مزاجية منخفضة».

Ad

وتابعت: «كان هذا النظام رائعاً بالنسبة لي، لأنه سمح لي بنشر العديد من المقالات والأشعار لسنوات متعددة، وكل ما حققته قبل العمل على هذه الرواية كان قصيراً، والكتب التي نشرتها كانت مجموعات من هذه الأعمال القصيرة، لذا هذه أول مرة أعمل على شيء واحد لأكثر من عام، فاضطررت إلى أن أتعلم كيف أتقدم تدريجيا من غير أن تؤثر التقلبات المزاجية على المشروع، يمكنني أن أقول إن هذا كان التحدي الأصعب، ولكن لحسن الحظ تعلمت الكثير عن نقاط قوتي وضعفي خلال هذه العملية».

وذكرت فارس أن ما جذبها لخوض عالم الترجمة والتخصص فيه هو الجانب الإبداعي، «لذلك قررت أن أجرب وأستكشف هذا العالم»، مضيفة أن المترجمين الغرب يواجهون عدة تحديات عند ترجمة اللغة العربية إلى لغات أخرى، وبينت أن العديد من اللغات الأوروبية قريبة من بعضها، سواء في القواعد النحوية أو المعاني أو الثقافة أو حتى التوقعات الأدبية، لكن العربية والإنكليزية تختلفان بشكل كبير، لذا هناك العديد من التحديات.

وأشارت إلى أن من هذه التحديات أن العربية تكتب من اليمين إلى اليسار، ويميل الكتاب العرب إلى وضع المعلومات الهامة في بداية السطر، ثم يضيفون المعلومات الإضافية بعدها، بينما في الإنكليزية تأتي المعلومات الهامة في نهاية الجملة، وهذا ما يسلط الضوء على المعنى، لذا يجب أن تضع المعلومات الإضافية في البداية، واللغتان تختلفان أيضا في معاملتهما للتكرار الأدبي.

وأردفت: «تعتمد العربية على الكلمات المكررة مرتين أو ثلاث مرات، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه مرادفات لبعضها البعض، ويضيف هذا عنصرا صوتيا لمشهد الرواية، ولكن الإنكليزية تعتمد على تلخيص المعنى بإحدى الكلمات المكررة، لذا عندما يترجم الغربيون الأدب العربي إلى الإنكليزية، غالبا ما يقومون بالتخلص من التكرار، ويستقرون فقط على إحدى الكلمات المرادفة، ولم أكن أرغب في القيام بذلك في كتابي لأنني أردت الحفاظ على العنصر الصوتي للرواية العربية».

وعن أعمالها السابقة، أفادت فارس: «لقد قمت بترجمة فيلم وثائقي رياضي للاعبة المبارزة بلسم الأيوب بعنوان بين الأمل والألم»، أما عن أعمالها الجديدة فقالت: «لقد أنهيت للتو ترجمة جزء من رواية لمجلة المركز، تصدر في الشهر المقبل، لكني ما زلت في انتظار المشروع الكبير التالي».

وأكدت أن تخصص الترجمة مطلوب، فالترجمة الأدبية على سبيل المثال تتطلب الاستعانة بالعديد من القواميس طوال اليوم، وهي تختلف عن الترجمة الفورية، مبينة أن «فكرة الترجمة الفورية لا تروق لي على الإطلاق، فأنا أحببت الجانب الإبداعي للترجمة، الذي يجذبني، والذي أشعر بإمكاني أن أتفوق فيه».

الجدير بالذكر أن ندى فارس كاتبة ومدربة معتمدة للمبدعين، حصلت على جائزة المرأة العربية من مجلة «هاربرز بازار العربية» لتأثيرها على المبدعين في الكويت، وهي زميلة شرف في برنامج الكتابة الدولي بجامعة آيوا، وخريجة برنامج قيادة الزائرين الدوليين «تمكين الشباب من خلال الفنون التمثيلية»، وحاصلة على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية، بالشعر والترجمة الأدبية، من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.