من بعدِ أن رُزِئَ الهُدى بوفاةِ أمِّ البنينِ خديجةِ البركاتِ

بيتُ النبوةِ صار بيتًا خاويًا يدعو إليه نُعومةَ النسماتِ

صارتْ بأمرِ اللهِ سَوْدةُ، يا لها من ذاتِ بِرٍّ، ثانيَ الزوجاتِ
Ad


كانت سليلةُ عامرٍ في بيتها مِعطاءةً وكثيرةَ الصدقاتِ

هي أسلمتْ، هي بايعتْ، هي هاجرتْ فلنِعْمَ سيرُ أوائلِ الخُطُواتِ

خرج الثمانيةُ الأوائلُ من بني أنسابها صدقًا بكلِّ ثباتِ

حتى إذا آن الأوانُ لعودةٍ للأرضِ أرضِ النورِ والدعواتِ

مات الخليلُ الزوجُ عنها راضيًا فترمَّلتْ وتألمتْ لمماتِ

فلذاك شُرِّفت الكريمةُ كي تكو نَ عقيلةً للبيتِ ذي الشُّرُفاتِ

كانت لطيفةَ معشرٍ ودُعابةٍ قد أدخلت فيضًا من البسماتِ

وهبتْ لعائشةَ الصديقةِ عندما كبُرتْ بحبٍّ ليلةَ النَفَحاتِ

طلبتْ مُكوثًا في الزواجِ لأنها رغِبتْ ببعثٍ يشملُ الزوجاتِ

وتتابعتْ صورُ اللواتي كُلُّهُنَّ حَوَينَ خيرَ فضائلِ الخَصَلاتِ

كَمُلَ النبيُّ، تعددتْ زيجاتُهُ رجُلٌ فريدٌ في عظيمِ صفاتِ

عُصِمَ النبيُّ فكان عقدُ زواجِهِ شأنَ اختيارِ اللهِ في الأوقاتِ

فلذاكَ كانتْ كلُّ زوجٍ ترتضي جُزءًا من المبعوثِ بالآياتِ

آذَتهُ غَيرتُهُنَّ وهْي لفِطرَةٍ وطبيعةٍ في أنفُسِ العَطِراتِ

لكنْ رسولُ اللهِ كان بحِلمِهِ يطوي الجَناحَ على أذى الهفواتِ

صلى عليك اللهُ يا نورَ الهدى يا أخيَرَ الأزواجِ والرحماتِ

والآلِ والصحبِ الكرامِ فإنهم مثلُ النجومِ الزُّهرِ في الظلماتِ