انتقد فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للعلاقات الخارجية، الفصائل التي تقوم بقصف قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أميركيين، وسط أزمة عميقة بين الفصائل عشية انتخابات مجالس المحافظات.

وقال علاء الدين، في حوار مع برنامج «بلا قيود» على قناة «بي بي سي»، إن «أمراء الحرب الذين لا يروق لهم الاستقرار يقومون باستهداف القواعد العسكرية العراقية»، مؤكدا وجود «عمل حثيث على استهداف الجماعات الخارجة عن القانون»، والتي تقوم بالقصف بذريعة التضامن مع قطاع غزة، لافتا الى أن تلك الهجمات «لا تشكل أي ضغط على إسرائيل».

Ad

وأشار إلى أن «القوات الاستشارية الأميركية موجودة بطلب من العراق، وقرار إخراجهم يخضع للتقييم العسكري»، معتبرا أن «هناك مصلحة مشتركة ببقاء المستشارين الأميركيين»، وحذر من أن خروج الأميركيين من العراق بنفس الطريقة التي خرجوا بها من أفغانستان ستكون له «تبعات كارثية» على البلاد.

وكان علاء الدين قال في مقابلة مع «رويترز» نشرت أمس إن العراق‭‭‭‭ ‬‬‬‬يعتقد أن المنطقة قد تشهد صراعا إقليميا مدمراً قد يشمل الجميع، ولا يُعرف مدى توسعه أو كيفية السيطرة عليه وإيقافه، ما لم تتحول الهدنة الحالية في غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وجدد السوداني أمس التزام بلاده بحماية المستشارين العسكريين الموجودين في القواعد العسكرية على الأراضي العراقية، وذلك خلال اتصال هاتفي من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي نقل دعوة للسوداني لزيارة لندن. وتشارك المملكة المتحدة ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» التي تقودها واشنطن.

وأعلنت الفصائل العراقية المسلحة، المنضوية في تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق»، وأبرزها «كتائب حزب الله»، السبت الماضي، أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار في غزة، لكنها أشارت إلى أنها ستستأنف الهجمات إذا انتهت الهدنة، وجددت التزامها بطرد القوات الأميركية من العراق.

وأثار بيان «حزب الله» العراقي السبت، الذي ذكر للمرة الأولى الفصائل التي تشارك في الهجمات منذ 7 أكتوبر، مستثنيا منها حركة «عصائب اهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، المنشق السابق عن التيار الصدري، والذي يدعم حكومة السوداني، ويتردد أنه على خلاف مع إيران، توترا مع «العصائب» التي اعتبرت أن كشف أسماء الفصائل يشكل خطراً أمنياً وكذلك محاولة لإحراجها وإظهار أنها متخاذلة في نصرة غزة.

وفي مقابلته مع «بي بي سي»، شدد مستشار رئيس الحكومة على أن «العصائب» التي لديها وزراء ونواب غير معنية بالهجمات.

وأثار الخزعلي الكثير من الجدل في صفوف أنصار إيران، خلال مقابلة قبل أيام، عندما قال إن الضربات الأميركية على مواقع إيرانية غالبا ما تستهدف منشآت فارغة لتجنب سقوط قتلى، في المقابل فإن الضربات على الفصائل العراقية غالباً ما توقع قتلى.

ومنذ تشكيل الحكومة الحالية انخرط الخزعلي بشكل كبير في العملية السياسية، وهناك توقعات بأن يحقق مكاسب في انتخابات مجالس المحافظات المقررة بعد أيام، والتي أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعتها. ودعا الخزعلي أمس العراقيين إلى المشاركة في الاقتراع الذي تنافس فيه الحركة خصوصا على منصب رئيس مجلس محافظة البصرة الغنية بالنفط.