رغم التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، نفّذ الجيش الأميركي، أمس، للمرة الثانية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ضربة استهدفت موقعين للفصائل العراقية المسلحة في جرف الصخر جنوب العاصمة العراقية بغداد، أسفرت عن مقتل 8 عناصر من «كتائب حزب الله ـ العراق» الموالية لإيران والمنضوية في «الحشد الشعبي»، وفي تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق»، المسؤول عن شنّ 66 هجوماً على قواعد أميركية في العراق وسورية منذ هجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل.

وقالت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، في بيان، إنها نفذت أمس «ضربات منفصلة ودقيقة ضد منشأتين بالعراق، في ردّ مباشر على الهجمات ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المرتبطة بها، بما في ذلك تلك التي وقعت بالعراق أمس الأول، وتضمنت استخدام صواريخ باليستية قصيرة المدى».

Ad

وكانت القيادة أعلنت، مساء أمس الأول، أن «طائرة أميركية من طراز لوكهيد سي- 130 نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة على موقعين في العراق، مستهدفة عدداً من المسؤولين عن شنّ هجوم صاروخي على أفراد تابعين لها وقوات التحالف في قاعدة الأسد الجوية».

وقالت «سنتكوم»: «حصل طاقم الطائرة على دليل مرئي من لحظة الإطلاق إلى التنفيذ، وأسفرت هذه الضربات الجوية عن سقوط العديد من ضحايا العدو» في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد وقضاء الرمادي بالقرب من الأنبار.

وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، بات رايدر، أنه بعد تعرّض قاعدة عين الأسد لهجوم بصاروخ بالستي قصير المدى أسفر عن إصابة 8 وإلحاق أضرار طفيفة، شنّ الجيش الأميركي ضربة «على آلية لميليشيا تدعمها إيران وعدد من المقاتلين المدعومين منها ضالعين في هذا الهجوم».

وأفادت نائبة الناطق باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، بأنّ القوات الأميركية تعرّضت لنحو 66 هجوماً منذ 7 أكتوبر، 32 في العراق و34 في سورية، أدت إلى إصابة 62 من عناصرها.

وكانت واشنطن قد ردت على هجمات استهدفت قواتها بقصف مواقع مرتبطة بإيران 3 مرات في سورية. كذلك، فرضت عقوبات على 7 أشخاص ينتمون إلى جماعتين عراقيتين بينها كتائب «حزب الله ـ العراق».

في المقابل، أكدت «كتائب حزب الله - العراق»، في بيان، مقتل 8 من عناصرها في الضربات الأميركية على منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، وهددت بالرد وتوسيع دائرة الأهداف.

وقد دان المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، الضربات الأميركية على جرف صخر، التي جرت دون علم السلطات، معتبراً أنها انتهاك واضح لمهمة التحالف الدولي وتجاوز مرفوض لسيادة العراق.

وفي انتقاد ضمني للجماعات العراقية، التي تبنّت الهجمات على القوات الأميركية، شدد العوادي على أن الحكومة العراقية تعتبر أنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون». وأكد أن «الحكومة العراقية هي المعنيّة حصراً بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية والقانون الدولي».

وإذ دعا التحالف الدولي إلى عدم التصرف بشكل منفرد، والالتزام بسيادة العراق ومهام دعم وتأهيل وتدريب جيشها، أوضح المتحدث أن «القائد العام رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني، وجّه القوات المسلحة وجميع الأجهزة للقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه، وعدم السماح لأية جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره».

في المقابل، أعلنت كتلة حقوق النيابية، التابعة لحزب الله ـ العراق عن نيتها مقاضاة الولايات المتحدة عن جرائم ارتكبت منذ 2003. وقال النائب عن الكتلة سعود الساعدي «نطالب الحكومة بتنفيذ قرار مجلس النواب في 5/ 1/ 2020 بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وسيكون لكل حادث حديث حسب تجاوب الحكومة العراقية».

بدوره، طالب زعيم منظمة بدر، هادي العامري، بإخراج القوات الأميركية وكل التحالف الدولي من العراق فوراً، محذّراً من أن «بقاءهم سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء العراقية، ويسبب إرباكا للوضع الأمني».

كما حذّر زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، من اندلاع «مواجهات» جديدة جراء القصف الأميركي.

في موازاة ذلك، لوّح البيت الأبيض، أمس الأول، بإعادة إدراج جماعة الحوثي على لوائح الإرهاب، بعد أن استولت على السفينة غالاكسي ليدر، المملوكة جزئياً لإسرائيل بالبحر الأحمر يوم الأحد.

وقال منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي، في البيت الأبيض جون كيربي: «في ضوء استهداف الحوثيين للمدنيين أخيراً، والآن قرصنة سفينة في المياه الدولية، بدأنا مراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة»، متهماً إيران بالضلوع في هذه العملية «بسبب الدعم المادي والتشجيع الذي تقدمه لقوات الحوثي التي قامت بانتهاك صارخ للقانون الدولي وغير مقبول على الإطلاق».

وأشار إلى أن واشنطن ستدرس «خيارات أخرى مع حلفائها وشركائها أيضاً». وشدد على وجوب قيام «الحوثيين بإطلاق سراح تلك السفينة فوراً والطاقم، من دون قيد أو شرط «، وقد ذكرت الفلبين أن 17 بحاراً منها محتجزون بين الرهائن.

في المقابل، أكد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، حزام الأسد، لوكالة فارس الإيرانية، أن قوات الحوثيين البحرية تتعقب أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر لاستهدافها، كاشفاً عن «محاولة العدو الصهيوني التمويه على سفنه بتغيير علمه ورفع أعلام لبلدان أخرى وإغلاق إجهزة التتبع الدولية، خوفا من أن يلقى مصيره المحتوم». وحمّل الأسد واشنطن مسؤولية زعزعة استقرار المنطقة، وقال إن «الأنشطة الاستفزازية لواشنطن في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن تمثّل التهديد الحقيقي لأمن وسلامة الملاحة الدولية، وهي من ستتحمل نتائج وتبعات ممارساتها العدائية».

وفي سورية، ذكر التلفزيون الرسمي السوري، أمس، أن أنظمة الدفاع الجوي السورية أسقطت أحد صاروخين أطلقتهما إسرائيل من اتجاه الجولان السوري، واستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق.

جاء ذلك فيما لا يزال مطارا دمشق وحلب خارج الخدمة من جراء ضربات إسرائيلية متزامنة استهدفتهما قبل شهر، في فترة إغلاق هي الأطول منذ اندلاع النزاع عام 2011، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.