بعد 72 سنة على انطلاق المونديال، نُظِّمت أول نهائيات خارج أوروبا أو أميركا الجنوبية، في قارة آسيا عام 2002، وكانت مشتركة للمرة الأولى بين كوريا الجنوبية واليابان. حصدت البرازيل لقباً خامساً قياسياً، في نسخة لطَّختها أخطاء تحكيمية مخزية.

كان الاتحاد الدولي (فيفا) يفضِّل استضافة صينية، لكن مخاوف حيال حقوق الإنسان واللوجستيات أوصلت البطولة إلى اليابان وكوريا الجنوبية.

خيبة حامل اللقب
Ad


لم يسبق لحامل اللقب أن تقهقر بهذا الشكل. عاشت فرنسا، حاملة اللقب وبطلة أوروبا 2000، مشواراً صادماً. تعادل وخسارتان ورصيد خالٍ من الأهداف، رغم امتلاكها هدافي الدوري الإنكليزي (تييري هنري)، والإيطالي (دافيد تريزيغيه) والفرنسي (جبريل سيسيه).

في غياب نجم 98 المصاب زين الدين زيدان عن أول مباراتين، سقطت فرنسا افتتاحاً أمام الوافدة الجديدة السنغال (0-1).

قال المهاجم الحجي ضيوف: «عند سحب القرعة كنت مع زملائي في نادي لنس الفرنسي. بعد الوقوع مع فرنسا بدأوا يسخرون مني، نظراً للفارق الكبير في مستوى المنتخبين، لكننا كنا تواقين لصناعة التاريخ ومنح السعادة لأبناء بلدنا. قلنا لأنفسنا مازحين: كيف يمكن للديوك أن يأكلوا الأسود؟»، في إشارة إلى لقبي المنتخبين.

إنجاز كوري مفاجئ

عندما أشرف الهولندي غوس هيدينك مطلع 2001 على كوريا الجنوبية، كانت الأخيرة لم تحقق أي فوز في خمس مشاركات مونديالية.

اختبر عدة خطط، لم يقبل بأي تسوية، أبعد بعض المخضرمين لحساب الشبان، وخاض مباريات ودية كثيرة شهدت خسارات ثقيلة «عندما تسلمت كان التحدي كبيراً، استفدنا من فترة تحضير طويلة لتعزيز الروابط داخل الفريق وبناء جو من الثقة. الأهم كان الوصول إلى مستوى لياقي جيد».

فاز «محاربو تايغوك» على البرتغال، وتصدَّروا مجموعتهم، ضاربين موعداً مع إيطاليا، التي كانت تضم: أليساندرو دل بييرو، وفرانتشيسكو توتي، وكريستيان فييري.

.
ملصق مونديال 2002


«لصوص»

لكن «سكوادرا أتزورا» ذاقت مجدداً طعم الخسارة أمام كوريا، بعد سقوطها أمام الجارة الشمالية بهدف عام 1966 في مفاجأة تاريخية.

طَرَدَ الحكم الإكوادوري بايرون مورينو توتي للتظاهر بالإصابة، فيما جنّ جنون المدرب جوفاني تراباتوني المطالب بركلة جزاء. ألغيت فرصة هدف لداميانو تومازي بداعي التسلل، وسجَّل آن جونغ-هوان هدفاً ذهبياً في الدقيقة 117 أنهى مسيرته في نادي بيروجا الإيطالي. عنونت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» في اليوم التالي «لصوص».

في ربع النهائي، ألغى الحكم المصري جمال الغندور هدفين إسبانيين، فبلغت كوريا نصف النهائي بركلات الترجيح، حيث رضخت لواقعية ألمانيا (0-1)، وأصبحت أول منتخب غير أوروبي أو أميركي جنوبي يبلغ هذا الدور.

معركة مع الجسد

سلكت البرازيل بسهولة إلى ربع النهائي، حيث ساهم الموهوب رونالدينيو بهدف من أربعين متراً ضد إنكلترا (2-1) «قال لي كافو أن أسدد، لأن ديفيد سيمان متقدم عن مرماه. هذا ما فعلته، حتى لو لم أكن أقصد هذا الاتجاه، إلا أن الهدف كان جميلاً». بعد سبع دقائق نال بطاقة حمراء مباشرة أبعدته عن نصف النهائي.

بعد تخطي تركيا بهدف، وقعت البرازيل للمرة الأولى مع القوة الكروية الكبرى ألمانيا المفتقدة نجمها الموقوف ميكايل بالاك، فتذكَّر رونالدو سيناريو مأساة نهائي 98 «قبل النهائي لم أكن أرغب في النوم بعد الغداء، لخوفي من تكرار ما حدث قبل أربع سنوات. الجميع كان نائماً باستثناء الحارس البديل ديدا، فتحدَّثت معه لنحو ساعة. كان لطيفاً وحفزني».

تمالك «إل فينومينو» نفسه دون أن يرتاح، ثم سجَّل هدفين (2-0) في مرمى أفضل لاعب في البطولة الحارس أوليفر كان، محرزاً لقب الهداف (8) «لعبنا جيداً، لدرجة أنه لو احتسب الحكم 100 دقيقة بدلاً عن الوقت الضائع لم يكن الألمان قادرين على إيقافنا».