لا شك أن للحروب تأثيراً قوياً على تلوث البيئة، جواً وبحراً وأرضاً، لا سيما المحميات الأرضية والساحلية، التي تزخر بتنوع الكائنات الحية، فالكثير منها يتعرض للنفوق والموت، وبالتالي يتدحرج هذا التأثر إلى كائنات أخرى تعتمد على الكائنات الدقيقة الصغيرة التي لا تتحمل انتشار كمية الغازات والسموم الضخمة التي تنتشر في الجو والأرض من جراء الانفجارات الضخمة الصاروخية المحملة بالغاز، والناتجة منها بعد الانفجار، مثل الدخان الأسود الذي يحتوي بالطبع على غاز أول وثاني أكسيد الكربون.

وهناك قنابل الفسفور الأبيض التي تطلق ليل نهار، من الصواريخ والقنابل والمدفعيات، والتي تحرق الأرض والماشية والشجر فضلاً عن أنها تصيب المدنيين بالحروق نتيجة انتشارها، أو تتلف الجهاز التنفسي لهم، وعليه يجب حظر استخدامها في الحروب لأنها تشبه السلاح الكيميائي المحرم استخدامه دولياً، لكن هذا الكيان كما ذكرنا سابقاً يضرب بالقانون الدولي عرض الحائط. قنابل الفسفور تنتج كذلك غازات متنوعة، فضلاً عن الغازات الدفيئة المهددة لطبقة الأوزون، وبالتالي ما تجدر الإشارة إليه أن يكون نشطاء البيئة في مقدمة المدافعين عن وقف الحرب التدميرية للبيئة... فأين الدور المنوط بهم في حماية البيئة؟

Ad

كما تجدر الإشارة إلى النفاق العالمي لمفهوم الإنسانية وحقوق الإنسان التي تتغنى به الحضارة (آسف الحقارة) الغربية فيما يتعلق بهذه الحرب الانتقامية للإنسان وحرق الأرض بما فيها من محميات وأشجار وجو وبحر ومصادر مياه.

في الختام، نستخلص من هذا المقال القصير أن كيان العدو يرتكب جريمة حرب ضد حقوق الإنسان بقتل المدنيين من الأطفال والنساء، ويرتكب جرائم حرب ضد الكون برمته كالجو والتربة والماء، والنباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة وغيرها.

وبسبب هذه الجرائم يجب تقديمه إلى المحاكم الدولية، لذا نرجو من ذوي الاختصاص ملاحقته قانونياً، برفع الدعاوى عليه من قبل المنظمات الدولية المتعلقة بالإنسان والحيوان ونشطاء المناخ والبيئة.

كناشط بيئي أدعو كل النشطاء البيئيين إلى تكوين دعاوى بشكل عاجل، في كل ما يرتكب بحق الغلاف الجوي والأرض والبحار والأنهار والتربة في غزة أولاَ وفي غيرها ثانياً.

* كاتب بحريني