بسجلِّ أيامِ الكويتِ علامَهْ

منها التي يدعونها (الهدَّامَهْ)

Ad

بدأتْ بأمطارٍ تلوحُ بأفقها

من ثم غطَّتْ عَرضَهُ بغمامَهْ

كنذيرِ شؤمٍ كالحٍ بسوادِهِ

جاءت مُحَمَّلةً بسوءِ سلامَهْ

والغيمُ يهطُلُ بالمياهِ كأنما

يسقي بأطنانِ المياهِ ثُمامَهْ

من ثَّم أغدقتِ السماءُ بديمةٍ

ملأى كمن يُلقي الجِرابَ أمامَهْ

في غُرَّةِ الشهرِ الكريمِ، وأهلُها

تركوا شرابَ نهارهم وطعامَهْ

مرَّت ليالٍ والمياهُ غزيرةٌ

ومتاعُهُم يطفو كما الحوَّامَهْ

حتى توقفتِ السيولُ تدفُّقًا

إذ أكملَ المطرُ الشديدُ تمامَهْ

يا للبيوتِ! صغيرةٌ طينيةٌ

غرقتْ مع الطوفانِ في الدوَّامَهْ

جُرِفَ المتاعُ مع السيولِ كأنما

أدواتُهُ قد أُركبتْ عوَّامَهْ

وتمُرُّ أيامُ المصابِ ثقيلةً

والبعضُ يبكي بيتَهُ وحُطامَهْ

وتشرَّدتْ أُسَرٌ بغير مساكنٍ

وكذاكَ ربُّكَ يبتلي خُدَّامَهْ

وكدأبِ أهلِ الدارِ في نكباتهم

بذلوا جزيلَ المالِ دون ندامَهْ

أجدادُنا هبُّوا بكلِّ مروءةٍ

بتعاونٍ وتعاضدٍ وصرامَهْ

هرعوا لنجدةِ جيرةٍ وأقاربٍ

كلٌّ يبادرُ بالذي قُدَّامَهْ

وتحرَّكَ الأخيارُ من تُجَّارها

ليأمِّنوا للقومِ طيبَ إقامَهْ

هي هكذا حالُ الكويتِ وشعبِها

لم يبخلوا عن بعضهم بدِعامَهْ

صلى الإلهِ على النبي المصطفى

أهداهُ ربُّ العرشِ خيرَ كرامَهْ

صلى عليه اللهُ ما سطعَ السنا

ما حطَّ ليلٌ ساترٌ أحلامَهْ

والآلِ آلِ البيتِ من أهل التُّقى

في العالمينَ إلى أوانِ قيامَهْ

• سنة الهدامة (1934) هي السنة التي تعرضت فيها الكويت لأمطار غزيرة أدت إلى هدم الكثير من البيوت الطينية وتضرر حوالي 18.000 شخص.