عالمية المعركة

العدوان الوحشي البربري والهمجي على غزة وقصف المدنين والمستشفيات وآلاف الشهداء من جراء هذه القصف وعشرات الآلاف من الجرحي ومنع دخول القوافل الإنسانية إلى غزة، وقطع المياه والكهرباء والاتصالات عن هذه المدينة الباسلة، لإبادة جماعية لشعب غزة، يليه شعب الضفة الغربية لإفناء الشعب الفلسطيني، كل هذا يمثل حرباً عالمية بالوكالة عن أفيال مجلس الأمن الثلاثة، أميركا وبريطانيا وفرنسا، وعن دول استعمارية أخرى تحن إلى الماضي.

Ad

فالدعم الإمبريالي العالمي لإسرائيل في هذه الحرب، يقابله دعم عالمي في سائر دول العالم لقضية فلسطين، وصحوة عالمية جديدة انتصافاً للعدالة في هذه القضية، ولحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في المظاهرات التي خرجت هادرة في كل دول العالم، حتى في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بل هناك أصوات داخل إسرائيل ذاتها تلقي باللائمة على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والمسؤولية عما حدث في «طوفان الأقصى» من حصار للشعب الفلسطيني وقمعه وإذلاله.

ولعل نجاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في إصدار قرار بوقف الحرب بأغلبية 120 صوتا، ضد 9 أصوات، مع امتناع 49 دولة عن التصويت ينبئ بتغير في الموقف العالمي من هذه الحرب، تحت ضغط شعوب العالم التي خرجت صاخبة في مظاهرات هادرة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وضد هذا العدوان.

وهو ما دعا وزير الخارجية الأميركي الذي جاهر بأنه يهودي عندما وطئت قدماه مطار تل أبيب، وأنه يدعم هذه الحرب بالصفتين معاً، عندما صرح بأنه لا بد من حل سياسي للتعايش بين اليهود والفلسطينيين.

فلا تبخسوا معركتنا مع العدو الصهيوني، وتحصروها في الجانب العربي أو الإسلامي، ونحن على هذه الحال من الضعف والهوان، وقد صدق نزار قباني عندما كان على قمة الشعر العربي بوصفنا بأبيات من الشعر، نجتزئ بعضا منها في هذين البيتين:

نحن موتى لا يملكون ضريحا

ويتامى لا يملكون عيونا

نتعاطى القات السياسي والقمع

ونبني مقابر وسجونا

العقيدة الصهيونية عالمية

فالصهيونية منذ نشأتها أيديولوجية استعمارية تقوم على التعصب القومي والشوفيني والعرقي، ترتكز على وجود شعب يهودي عالمي مركزه في فلسطين، حيث أقام دولته بقرار عالمي أصدرته الأمم المتحدة في سنة 1948‏ وغايته الدفاع عن الأوساط الحاكمة الإسرائيلية اليهودية الأصل، في سائر دول العالم، والتي تتلاحم مع مراكز الاحتكار في السلاح والمواد الأولية والصناعات والأمن الغذائي في العالم كله.

فعلينا أن نحشد كل جهودنا وإمكاناتنا المادية والبشرية لحشد كل شعوب وحكومات الدول المحبة للسلام، في معركتنا ضد العدو الصهيوني في حربه على غزة، بتوعية هذه الشعوب فقد كانت الصهيونية هي السبب في نشوب الحرب العالمية الثانية، ففي سنة 1933 عقد في أمستردام المؤتمر الصهيوني الدولي لمقاطعة البضائع الألمانية، وأعلن المؤتمر مقاطعتها اقتصاديا.

واستخدمت الصهيونية نفوذها في أميركا وسيطرتها على الإذاعة والصحف فيها، لفرض ضرائب جمركية عالية على البضائع الألمانية، وأعلن الرئيس روزفلت تأييده للحرب الاقتصادية التي شنتها الصهيونية على ألمانيا، وكان نتيجة ذلك أن عمت البطالة ألمانيا فقامت الجيوش الجرارة من العاطلين إلى الإنتاج الحربي الذي كان من أسباب قيام الحرب العالمية الثانية.

كما أن التلمود هو كتاب تعليم ديانة وآداب إسرائيل، وهو خلاف التوراة، ولكن من ألفوه زيفوا على اليهود بأن الله أعطى موسى الشريعة وهي التوراة وأرسل على يد موسى التلمود شفويا حتى إذا حصل فيما بعد تسلط أمة أخرى على إسرائيل لتتخذه إسرائيل دستورا يفرق بينها وبين الأمم الأخرى التي تدين بكتب متكوبة.. ويقول التلمود: «اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، ومحرم على الإسرائيلي أن ينجي أحدا من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون قد حفط حياة أحد الوثنيين».

وفي اجتماع سري صهيوني عقد في مدينة بودابست عام 1954 وضم جميع حاخامات أوروبا واستطاعت صحيفة أميركية الحصول على نص هذا الخطاب الخطير الذي يكشف النقاب عن نوايا الصهيونية العالمية ويهدف إلى:

1- إشعال نيران حرب عالمية ثالثة.

2- تحريض الولايات المتحدة الأميركية ضد الاتحاد السوفياتي.

3- اعتبار زعماء الدولتين مجرمي حرب.

4- القضاء على الأجناس الأخرى غير الإسرائيلية.

وفي خطاب الحاخام الذي وجهة إلى حاخامات أوروبا قال: «لن يكون هناك أديان أخرى فإن الدين قد يكون خطرا دائما على سيطرتنا على العالم» ويضيف: «ولإقناعكم بحقيقة ما أقول فيما يختص بالسيطرة على العالم أحب أن أذكر لكم أننا وجهنا جميع مخترعات الرجل الأبيض نحو فنائه ولا تكف صحافته ومحطات إذاعته عن إعلان ذلك بل إن مصانعه تمد آسيا وإفريقيا بالأسلحة لإشعال حرب عالمية». فقد فسر الحاخام عما نويل قواعد التلمود تفسيرا يكشف عن الرغبة في إثارة نيران الحرب وتحطيم البشرية وتمكين إسرائيل من السيطرة على العالم.

إن توعية شعوب العالم المحبة للسلام بحقيقة الصهيونية هو أول الواجبات علينا، سواء على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل من خلال إنشاء صندوق عربي إعلامي طالبت بإنشائه على هذه الصفحة في عدد (الجريدة) الصادر بتاريخ 7/ 5/ 2023 ولتكن الكويت، بحكم تاريخها في نصرة القضية الفلسطينية هي التي تبادر بالدعوة إلى إنشاء هذا الصندوق.