أول العمود: لماذا يلجأ الكيان الصهيوني إلى استخدام الأساطير للتحشيد ضد الفلسطينيين؟ نتنياهو يقول: نحن أهل النور!

***

Ad

مرت عقود من الزمن على تقلد شعراء، وأدباء، ومثقفين مناصب رفيعة في السلك الدبلوماسي الكويتي بِدأً من ستينيات القرن الماضي، وكان لهذه الأسماء تأثير كبير ظهر أثناء عملهم الدؤوب، وأنتج بعد انتهاء مهامهم العديد من النتاجات الأدبية والموسيقية وتأليف كتب مذكرات غنية أو لقاءات متلفزة رائعة تُبث إلى يومنا هذا، لقد أضفت هذه المجموعة نكهة جديدة للعمل الدبلوماسي من خلال تفعيل الجوانب الثقافية والفنية وحتى الغنائية بين الكويت والبلدان التي عُينوا فيها، وفي الحقيقة لم يُعرف عن كثير منهم علمهم بدقائق العمل الدبلوماسي لكنهم أجادوا مهام عملهم وحفظوا مصالح الكويت بكل اقتدار بسبب تمرسهم في مواطن الحكمة والرأي.

في حقيقة الأمر إن الدبلوماسي المتمرس مطلب كل دولة، فماذا لو كان هذا الدبلوماسي ذا شأن أدبي أو علمي رفيع؟ دون شك سيكون مؤثراً في محيطه وجاذباً للفاعلين في البلد الذين يعمل فيه.

نستذكر هنا أسماء لامعة في عالم الدبلوماسية المختلف الذي عشناه مع قامات كويتية نادرة حببتنا بالعمل السياسي الخارجي من خلال اهتماماتها الخاصة في مجالات ثقافية عامة ومن هؤلاء أ.عبدالعزيز حسين (سفيرنا في مصر)، أ.حمد الرجيب (مصر والمغرب)، أ.على زكريا الأنصاري، مؤلف موسيقى (سفير في عدة دول)، الشاعر أ.عبدالله زكريا الانصاري (مصر)، الأديب فاضل خلف (ملحق اعلامي في تونس)، الموسوعة الثقافية أ.حمد السعيدان (عمل في سفارة الكويت في نيروبي ولندن)، والتربوي د.محمد السداح (المغرب والأردن وإسبانيا)، المثقف والكاتب المترجم أ.فيصل الغيص (ألمانيا والصين والنمسا).

هذه مجموعة مما أسعفتني الذاكراة لاستعراضهم، وقد قدموا نشاطاً دبلوماسياً مختلفاً دون شك للكويت.

السؤال الآن: أين تقف وزارة الخارجية اليوم من هذا النفس في اختيار ممثلي سفاراتنا في الخارج؟ ومن دون تقليل من شأن إجراءات الوزارة في اختيار من ينفع الكويت ومصالحها، لكننا نطمح بالمقابل إلى الاستعانة بأكاديميين مقتدرين ومثقفين وأدباء موجودين على الساحة لهم صيت عربي وعالمي، وبثقافتهم وعلمهم يستطيعون استنهاض القوى الفاعلة في الدول والعواصم المؤثرة لمصالح الكويت، خصوصاً في ظل أجواء المنطقة المتوترة.