مِصرُ العروبةِ لم تزل مثلَ الجبلْ

ولها المكانةُ ترتقي بينَ الدوَلْ

Ad

فسياطُها بصِراطها ورِباطِها

منصورةٌ باللهِ ضِدَّ مَنِ افتعلْ

حربًا ليهزِمَ عزمَها وكيانَها

ولها الكرامةُ والشهامةُ والمَثَلْ

مرفوعةُ الهاماتِ ليس نِزالُها لعبًا

على الساحات أو مرمى الهَزَلْ

هي أمُّنا ذاتُ الفخامةِ والنُّهى

وعمودُ خيمتِنا بوجهِ ذوي الزللْ

وعلى مشارفِ بابِها عُنوانُها

وعلى زكيِّ تُرابِها نبتَ الأمَلْ

كم قادتِ العربَ الأباةَ لعزةٍ

وتحمَّلتْ عنهم أذى الخطْبِ الجلَلْ!

نبضُ العروبةِ إنما هو نبضُها

أبدًا ولن تُثنى على مَرِّ الأجَلْ

شعبُ العروبةِ إنما هو شعبُها

ولمشكلاتِ الشعبِ ترسمُ ألفَ حلْ

وضعتهمُ في قلبها وضميرِها

فهم الحشايا والحنايا والمُقَلْ

صمدتْ وضحَّتْ بالعزيمةِ رفعةً

وقفتْ أمامَ المُعتدينَ بلا وجلْ

تسقيهُمُ كأسَ المنيَّةِ إنها

بزمامها وذمامِها لا لم تزلْ

كم من غريبٍ طامعٍ في أرضها

قد لقنتهُ من القواعدِ ما اكتمَلْ!

هزمتْ مغولًا غازيًا مُتعسِّفًا

جيشُ التتارِ أمامَ رايتِها ارتحلْ

هزمتْ صليبًا طامعًا في مقدَسٍ

بعصا صلاحِ الدينِ ذيَّاكَ البطلْ

بسِباعِها وقِلاعِها ودِفاعِها

جعلت ثُلاثيَّ العداوةِ في شللْ

هزمتْ ربيعًا زائفًا مُتلوِّنًا

ومضتْ إلى العلياءِ، حيَّاها زُحَلْ

أمُّ الدُّنا مصرُ التي في أرضها

وعلى طَهورِ رمالها عبرَ الأُوَلْ

صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى

يا أيها المبعوثُ بالحقِّ الأجَلْ

والآلِ والأصحابِ من أهلِ التُّقى

فهُمُ النجومُ الزُّهرُ، أكرمُ من رحَلْ

*شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي