حيثما ارتأيت أن تنظر إلى المسألة ومن أي زاوية من زوايا (مكعب) التحليل والتفكير، فلن تصل إلا إلى تحليل منطقي واحد ونتيجة حتمية: الفلسطيني صاحب الأرض وحدوده من البحر الى النهر. مع تداعيات عمليات الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية إثر معركة (طوفان الأقصى) الأخيرة، خرجت علينا بعض الأصوات التي تعتبر أصوات نشاز، وإن كانت ضد المنطق العام والإحساس في الشارع العربي، فإن بعض المسائل التي طرحت كانت وما زالت تعد خطيرة جداً على الفكر العربي للناشئة وخلطاً للحقائق والأحداث بشكل مخيف.

بداية كان وما زال الموقف الكويتي الرسمي والشعبي، مثلجاً للصدر، والبيان الصادر من وزارة الخارجية بتاريخ 13 أكتوبر كان واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء، فلا قبول البتة لأي عملية تهجير إلى جنوب غزة أو حتى أي مكان كان لأصحاب الأرض.

Ad

والدعوة لمثل هذا العمل، عنوة وبمساعٍ دولية، تعطي الشرعية للعصابات الصهيونية بأن تقوم بما لا يمكن أن يتخيله عقل إنسان، وبحجة أن هناك دعماً أممياً لمثل توجه مسخ كهذا، وبالمنطق المبسط للشخص غير المطلع على حيثيات المسألة، فبالمناسبة إن أهالي غزة المقدرة أعدادهم بنحو 2.3 مليون نسمة اليوم هم بالأصل من مناطق متفرقة من فلسطين، وجدوا أنفسهم مضطرين للعيش في تلك البقعة، وهذا شعور يكفي لأن يجعلك تقاوم وتقاوم أكثر وأكثر. أما عن الدعوة للخروج لمقاومة فرق (حماس) داخل غزة، فعند تلاقي المسألة مع قضية فلسطين والكيان الصهيوني تسقط كل الأيديولوجيات الفكرية والتوجهات السياسية، فمن منطلق الشرع، والمنطق، والإنسانية، والسياسة والاتفاقيات الدولية، الفلسطيني صاحب الأرض ووجود كيان (مسخ) على أرضه ليس إلا دعوة ومباركة للتوسع بمشروع استيطاني رجعي في المنطقة بشكل عام، وكل جهد للمقاومة هو جهد مبارك حميد وجب دعمه الى أن ينزاح هذا الكيان المسخ.

فلا تهجير لأصحاب الأرض ولو كان لسنتيمتر واحد بعيد عن أراضيه، وكما قيل على لسان الشاعر الأديب نزار قباني في إحدى قصائده الشهيرة (بتصرف): إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ يمر من فوهة بندقية. أما بخصوص الدعوات للسلام وإيقاف إطلاق النار وغيرها، فالأولى بالدعوة لخروج المحتل الغاصب للأرض من استخدم كل حيلة في الإعلام لتزييف الحقائق وكل سلاح محرم على أصحاب الأرض، ولو تركت الحدود مفتوحة للجماهير العربية الحاشدة على الأرض لسقط هذا الكيان الكرتوني، ولن يستطيع حمايته أحد لا من الشرق ولا من الغرب.

أكرر، لا حياد في قضية فلسطين ولا تهجير لأصحاب الأرض.