هكذا انتهت الأمور في نيفادا، ولاية الفضة والكازينوهات البارحة.

راهنوا بقوة على موجة جمهورية حمراء، تقتلع الحزب الديموقراطي، إلّا أن الرياح لم تأتِ بما تشتهيه السفن الجمهورية، وكان أحد أكبر الخاسرين، الرئيس السابق ترامب، وفق «وول ستريت جورنال». وربما تتضح الصورة أكثر مساء غد، حيث سيُطلق «إعلانه الكبير».

تُعد الانتخابات النصفية لـ «الكونغرس» الجارية الآن، من أكثر الانتخابات النصفية إثارة وتأثيراً. ومع أنه متوقّع أن يفوز الجمهوريون بالغرفة الأدنى، (مجلس النواب)، بأغلبية ضئيلة، إلّا أنه فوز بطعم الخسارة، فالمتوقع كان أكبر من ذلك.
Ad


أما ما حدث في نيفادا، فبعد أن كان المرشح الجمهوري آدم لاكسولت متقدماً لعدة أيام، تمكّنت منافسته الديموقراطية من التقدم عليه في اللحظات الأخيرة، لتحسم الهيمنة الديموقراطية على مجلس الشيوخ، ولن تؤثر المنافسة الدائرة للمقعد الأخير في جورجيا على موازين القوى بمجلس الشيوخ.

وقد اعتادت السياسة الأميركية أن يخسر حزب الرئيس الانتخابات النصفية، والتي كان المفترض أن تكون حمراء كاسحة، فالرئيس بايدن شعبيته متدنيّة بأربعينياتها، والتضخم في أعلى حالاته، واستطلاعات الرأي، المؤثرة جداً، تؤكد أن مدًّا أحمر قادمٌ لا محالة، ولم يكن الحديث عن هزيمة الديموقراطيين، ولكن عن درجة تلك الهزيمة، فجاءت النتائج مخالفة للتوقعات، حتى التقدّميون حققوا مكاسب.

مفاجأة النتائج لا تزال محلّ بحث، إلا أن بعض أسبابها، كان ارتفاع مشاركة الشباب بنسبة 32 بالمئة عن أي انتخابات نصفية سابقة، وتتجه عادة للديموقراطيين. كذلك كان لمسألة الإجهاض دور في استنهاض المشاركة بعد حكم المحكمة العليا، كما كان للرئيس السابق ترامب، على الرغم من تمتّعه بشعبية كبيرة لدى الجمهوريين، إلا أن اختياراته للعديد من المرشحين لم تكن موفقة، كما أن إصراره على أن انتخابات 2020 تم تزويرها، أخاف الكثيرين، وقد يتفاقم الأمر بترشّحه للرئاسة في 2024، خاصة مع ظهور حاكم فلوريدا، دي سانتس، الذي حقق فوزاً كاسحاً، كمنافس، وهو ما ستبينه الأيام.

هناك الكثير مما يقال في الانتخابات الأميركية، إلا أن أبرزه بهذه اللحظة، تحييد المدّ الأحمر، والتقليل من اندفاعه المحموم، بما فيه من ملامح التطرف وخطاب الكراهية، والتوجه بدلاً من ذلك نحو مزيد من التوازن، في عالم مضطرب وغير مستقر، وأبرز اضطراباته التغيّر المناخي، الذي قد يدمّر العالم بلا جيوش.