• من المعلوم أن المسرح ليس مجرَّد عرض فقط، بل هو وسيلة تفكير ووجهة نظر وأسلوب حياة، كيف تحدد تقنيتك في الإخراج؟ وما الرسالة التي تريد إيصالها؟

- تجاربي الإخراجية ليست كثيرة، حيث إن تجارب التأليف والسينوغرافيا هي الأغلب. وبالنسبة لتقنيتي في الإخراج، فما أتبعه يتبعه معظم المخرجين الآخرين. تقنيتي في الإخراج تبدأ من اعتماد النص، سواء من كتاباتي أو لمؤلف آخر، وفي حالة إذا كان النص من تأليفي، فإنني أبدأ بالشغل على نص العرض من بداية كتابة الفكرة، ومن ثم نص العرض يكون جاهزاً، حتى لا يدخل في مرحلة الإعداد، وإذا كان النص لمؤلف آخر، فإنني آخذ المضمون أو الموضوع الذي أبحث عنه، سواء كانت حالة إنسانية أو موضوعاً سياسياً، وأقوم بتقسيمه إلى مشاهد، لكي أُسهل عملية الإخراج وأستطيع التحكم في مفردات العرض، وأيضاً باقي التفاصيل التي أحاول الوصول إليها من خلال العمل المسرحي بشكل عام، سواء كان ذلك تأليفاً أو إخراجاً، من خلال طرح أفكار أشارك بها الجمهور، بحيث تكون الأفكار تشغل الشارع والرأي العام، وقد تكون هناك أفكار مهملة بالنسبة للناس، ولا ينتبهون إليها، حيث أحاول صياغتها بأسلوب مختلف قريب من الواقع في فترة مرحلة العرض.

• باعتقادك، ما أهم محطة من محطات حياتك؟
Ad


- أهم محطة في حياتي ستكون المحطة القادمة، إذا استطعت أن أقدِّم شيئاً يتفوق على ما قدَّمته في السابق، حيث إنني دائم التفكير في المحطات القادمة إلى أين تذهب بي، باعتبار أن الأهم هو القادم، ويفترض أن يعمل الإنسان على تطوير حياته، ويبحث عن الأحدث، ويحاول صقل تجربته يوماً تلو الآخر، فكل محطة تمثل تجربة مهمة، والقادم بالنسبة لي هو الأهم الذي أسعى للتصدي له.

• هل جرَّبت أو تفكر في خوض تجربة الإخراج الدرامي؟

- لم أفكر نهائياً في خوض تجربة الإخراج الدرامي، وهذه الفكرة لم تراودني بتاتاً. من الممكن أن أكتب دراما خاصة، في ظل توافر مسلسلات السيزون من 6 إلى 8 حلقات، وقد عُرض عليَّ من قبل كتابة دراما، لكنني كنت أرفض، لأنها 30 حلقة.

من وجهة نظري بعض الأفكار لا تتحمَّل الإطالة، وأيضاً لا أحب أن أكتب وفق أسلوب المضطر لكتابة ثلاثين حلقة، إنما أكتب كما في المسرح «وين ما تنتهي الفكرة تنتهي»، فشغفي ومادة الكتابة هما من يقوداني.

• أي مسرح تفضل؟ ولماذا؟

- للأمانة، وجودي في المسرح الأكاديمي هو الأكثر، أي النسبة الطاغية، لأن ميولي نحو نصوص اللغة العربية، خصوصاً أن لها انتشاراً أوسع على مستوى الوطن العربي، وتخاطب شرائح أكبر، وإن كان الجمهور أقل.

أما العروض الجماهيرية، فأحياناً تكون فيها قيود تتعلق بقضايا محلية، وبالتالي لابد أن يكون قالبها كوميدياً، خصوصاً أن الجمهور يحضر العروض الجماهيرية غالباً، للاستمتاع بالكوميديا، والمتعة بالمشاهدة، وإن كانت جميع أنواع المسرح تتمتع بخاصية «الفرجة»، لكن لكل نوع جمهوره. في قادم الأيام سأسعى إلى زيادة نسبة جمهور المسرح الأكاديمي، وسأتجه لمسرح الجماهير، لكن بالشروط والمواصفات الأكاديمية قدر المستطاع.

• كيف تقيّم دور المجلس الوطني للثقافة والفنون في دعم مسيرة المسرح الكويتي؟

- وفق رأيي الشخصي، أحس أن الدعم متوافر من قِبل «الوطني للثقافة» بالنسبة للمسرح الكويتي، لكن نتمنى أن تكون هناك مهرجانات وفعاليات أكثر، فهناك شريحة كبيرة تريد الحصول على الفرصة.

وبالنسبة للمسرح الأكاديمي، أمامنا فرصة المهرجان المحلي الذي يُقام مرة واحدة في السنة، وتقريباً العروض التي تتقدَّم إليه لا تتجاوز 8 عروض، لذا فإن الدعم الموجود جيد، لكننا نريد الزيادة، بوجود مهرجان آخر مع المهرجان المحلي، مثل مهرجان الكوميديا الذي كان في وقت سابق، وكانت إحدى مميزاته أنه من دون جوائز، حيث إن الفنان يذهب للمتعة المباشرة.

• ما الذي يغريك في تجربة الإخراج؟ وما طبيعة الإخراج الذي يشد اهتمامك؟

- يغريني المسرح بشكل عام، وبصفة خاصة الإخراج، فهو المنصة التي من خلالها أملك جميع المفاتيح على خشبة المسرح، فهو العالم الذي أستطيع السيطرة عليه، فنحن جزء من هذا المجتمع الكبير، ومن الصعب توصيل أفكارنا، لكن من خلال المسرح نختار الموضوعات التي نريد أن نتناقش فيها وفريق العمل إذا أردنا أن نتكلم بلغة العرض، وأيضاً الجمهور الذي يحضر يشاهد العرض، لذلك أعتقد أن حضور العرض في القضايا له مشاهدون معينون يأتون لسماع تلك القضايا، وهذا أكثر شيء يغريني وأحس به، بأنه المكان الحي الذي نستطيع من خلاله السيطرة على الأفكار ونطرح ما لدينا بحضور متلقين جيدين.

• أخيراً، ما مشاريعك المستقبلية بالنسبة للمسرح؟

- أقرب شيء بالنسبة للمشاريع الفنية المستقبلية، أنني سأشارك في عرض يمثل الكويت بمهرجان الشارقة الخليجي في فبراير 2023، ونحن في طور الاستعداد له منذ فترة، ومشاركتي من خلال الديكور والإضاءة. أيضاً أستعد حالياً لكتابة نص جديد لأحد المخرجين، تحضيراً للموسم المقبل.