استضاف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمس ، أمسية الكويت الشعرية، ضمن فعاليات قافلة الشعر السعودية الخليجية، التي انطلقت من محطتها الأولى في الكويت، قبل أن تتوجه إلى البحرين، بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبمشاركة باقة من أهم شعراء السعودية.

وتلعب الكويت دوراً ريادياً في دعم الشعر العربي، وتعزيز تأثيره في المجتمعات، لاسيما أنها كانت رائدة في مجال الشعر والمجلات الشعرية بين دول مجلس التعاون الخليجي، لذلك تم اختيارها كنقطة انطلاق مهمة، حيث تستكمل أكاديمية الشعر العربي مسيرة القوافل الشعرية بدول الخليج العربي عبر «القافلة السعودية الخليجية»، التي تقام فعالياتها في 5 دول، هي الكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات، وعمان، إلى جانب تنظيم قوافل سعودية تلقي الشعر أفراحاً وابتهاجاً بعام الشعر العربي، وتؤكد مكانته وتأثيره وشعبيته الكبيرة التي تنتقل جيلاً عبر جيل.

Ad

وشارك في الأمسية، أمس ، من شعراء السعودية أحمد الهلالي، وسلطان السبهان، وشتيوي الغيثي، وهند المطيري، وهيفاء الجبري، الذين يشاركون أيضاً في الأمسيات المقامة بالبحرين اليوم بمركز عيسى الثقافي، فيما يشارك شعراء آخرون في فعاليات القافلة بالإمارات وقطر وعمان، يتقدمهم أشجان هندي، وإياد الحكمي، وسلطان الضيط، وشقراء مدخلي، وطلال الطويرقي، مستهدفين نشر المحتوى الثقافي والشعر السعودي.

وتهدف القافلة السعودية الخليجية إلى تعزيز الثقافة الأدبية في المجتمع، وجعل الأدب جزءاً من حياة الفرد، ومصدراً رئيساً للمعرفة، واستعراض دور المملكة وارتباطها بالشعر العربي، مكانـةً وتاريخاً وتأثيراً، وتوسيع دائرة التعاون الثقافي، ونقله من الإطار المحلي إلـى الإطار الدولي، مع إبراز المنتج الشعري السعودي على صعيد أوسع، وأن يكون الشعر هو الرابط الثقافي بين المملكة والدول الأخرى.

وحظيت الأمسية بحضور كبير من الأوساط الثقافية والأدبية والشعراء بالكويت، والذين عبَّروا عن سعادتهم بجماليات ما سمعوا من شعراء السعودية، الذين أبدعوا في الوصف والتصوير واختيار المفردات والتراكيب والصور الجمالية الخارجة عن المألوف، والتي تعكس جانباً رائعاً من الأصالة الشعرية في نفوسهم، والاحترافية والموهبة الحسية في صياغة الكلمات والأبيات.

وخلال الأمسية طرق الشاعر أحمد الهلالي إحدى أصعب القوافي المضمومة، فيما نجحت الشاعرة هند المطيري في وضع لمحات ولمسة من شخصيتها الخاصة على القصيدة، من خلال استخدام بعض التراكيب، مثل قصيدة «ابك أنا سعودي»، وأبدعت في وضع التركيب الشعبي في مطلع القصيدة الفصيحة، ومن الدقة بمكان استخدامها بعض الألفاظ القديمة المناسبة للناقة منذ القدم، مع استخدامها لرموزها الخاصة عندما شبَّهت ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالطويق، وهو جبل معروف في السعودية، حيث نجحت في استخدام رمز سعودي من الثقافة البدوية لأول مرة في التوظيف بالشعر الفصيح.

وتميزت الشاعرة هيفاء الجابري باللمحة الغنائية والموسيقية في أشعارها، من خلال إلقائها قصائد «بلادي»، و«اشراق»، و«معزوفة الخلد»، كما أبدع الشاعر شتيوي الغيثي إبداعاً منقطع النظير، خصوصاً في قصيدته التي تحدث فيها عن الشاعر مالك بن الريب، وكيف استحضر من قصة هذا الشاعر قصة أخرى وقصيدة رائعة، وكأنها تروي لنا سيرة ابن الريب.

وجاء مسك الختام للخماسي الشعري مع الشاعر سلطان السبهان، الذي سلطن الحضور بباقة من أجمل قصائده، وهي: «وادي الكلام»، و«لوحة وحياة» وثالثة وطنية في حُب فلسطين.

وفي نهاية الأمسية، التقت «الجريدة» عدداً من الحضور والمشاركين، حيث قال الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين م. حميدي المطيري: «استمتعنا جداً بأمسية قافلة الشعر السعودية الخليجية، وهي فكرة مبتكرة ورائعة نتمنى أن نحظى بمثلها في الكويت، لأنها تجربة تستحق التقدير والدعم. إن لقاء النخبة الشعرية السعودية بزملائهم من الكويت فرصة رائعة لتبادل الخبرات والتجارب الشعرية والتواصل عن قُرب، كما أن تنقل القافلة من بلد إلى بلد يعطي مساحة كبيرة للتبادل الثقافي والفكري مع الشعر العربي».

من جهته، أكد أمين سر رابطة الأدباء الشاعر سالم الرميضي: «سعدنا جداً بهذه الأمسية المبدعة، وتشرفنا بزيارة القافلة للكويت، وانطلاقها من مركز الشيخ جابر الثقافي، ووجدنا ما يسرنا من شعر وشاعرية وإلقاء جميل وأداء مسرحي وتنظيم غاية في الدقة، كما أن الشعراء المشاركين كان لديهم لمسات فنية عالية».

بدورها، قالت الشاعرة هيفاء الجبري: «سعيدة جداً بمشاركتي في القافلة الشعرية السعودية لأول مرة، احتفاءً بعام الشعر العربي. هي الزيارة الثالثة للكويت، لكنها الأولى باسم الشعر، وتعتبر فرصة رائعة لإبراز هوية المرأة السعودية الشعرية، وهي امرأة رقيقة جداً وشاعرة جداً، ومع ذلك تحتفظ بتوازنها وبريقها وقوتها».

من جانبها، ذكرت هند المطيري: «تجربتي الوطنية هي أبرز تجاربي الشعرية، لذلك استمتعت بإلقاء عدة قصائد في حُبي للوطن، هي: في عشق الوطن، وابك أنا سعودي، والثالثة في تصوير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هذه الشخصية الملهمة لكل سعودي، كما أنها فرصة ليتم التعريف بالمزيد من الشاعرات السعوديات، حيث إن المرأة السعودية شقت طريقها، والساحة الشعرية السعودية تشهد الكثير من الأسماء اللامعة».

فيما أعرب الشاعر سلطان السبهان عن شكره للكويت والنخب الثقافية والحضور على تشجيع مبادرة أكاديمية الشعر العربي وقافلة الشعر التي تنطلق لأول مرة على مستوى دولي وعالمي، بعدما كان يتم تنظيمها في الداخل السعودي، بغرض نقل التجربة الشعرية السعودية حول العالم في عرس ثقافي يجتمع فيه الأدباء والشعراء.