وقَّع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أمس، مذكرة تعاون مع جمعية الحرف الكويتية القديمة في مقره، بحضور أمينه العام بالإنابة د. محمد الجسار، ورئيس الجمعية سلمان بولند.

وعلى هامش التوقيع، قال بولند: «يشرفنا بعد مجهود ثلاثة أشهر أن نوقع مذكرة تفاهم بين الجمعية و(الوطني للثقافة). المذكرة ممتازة، وستكون على أساس التعاون الثقافي المتبادل بيننا، من ناحية الدورات والورش والمحاضرات والمعارض، وأيضاً الإصدارات المتنوعة التي ستصدر بالتعاون مع المجلس»، موضحاً أن الاتفاقية تحمل فائدة لخدمة التراث، والحرف والحرفيين على المستويين القريب والبعيد، و»نتمنى أن نشارك في الفعاليات المختلفة التي تُنظم من قِبل المجلس محلياً وخارجياً، حتى نقدم صورة مشرفة للحرف الكويتية القديمة».

Ad

وعن الأنشطة القادمة، أوضح بولند أن الجمعية ستشارك في عدة فعاليات، منها تنظيم أربع دورات مختلفة في أكتوبر، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وإدارة «من كسب يدي»، لافتاً إلى أن تلك الدورات ستقدم من قِبل أعضاء الجمعية، أيضاً «سنشارك بمعرض في 14 أكتوبر مقابل (كشك مبارك)، كما سنشارك في معرض بالتعاون مع جامعة الكويت في 16 الجاري».

وأكد أن الحرف اليدوية تُعد من المهن التي انقرض معظمها، بسبب طغيان المعدات والآلات الحديثة، مثل: صناعة السجاد، والسدو، وغزل الصوف، والأواني الفخارية والخزفية، وغير ذلك من الحرف التي كانت رائجة في قديم الزمان، وكان الإنسان يعتمد عليها في حياته بشكل كامل.

وأضاف: «مع ذلك، تظل الحرف اليدوية معبِّرة عن الفنون الإنسانية التي يصعب الحصول عليها عن طريق الآلة، فمثلاً إنتاج سجادة ذات مواصفات جمالية عالية لا يمكن الحصول عليها من خلال المصانع والماكينات الصماء، بل بيد الإنسان ومهارته وخبرته. كذلك صناعة السفن التي تعبِّر عن الماضي في كل خطوطه وألوانه، وصناعة الأواني الفخارية والخزفية، حتى الثياب التي يكون مصدرها الحرف اليدوية ستجد فيها الروح الجميلة، التي نفتقدها حينما تدخل الآلة في صناعتها».

وذكر أن أهمية الحرف اليدوية في حياة المجتمع والشعوب تكمن في أنها تشير إلى الماضي وتخلده، وتربطه بالحاضر، كي لا ينقطع عنه الأبناء وتنساه الأجيال المتعاقبة، لافتاً إلى أنها تنمي الروح الفنية في النفوس، والقدرة على الابتكار والإبداع، حيث إن هذه الحرف بحاجة إلى موهبة ودراسة وخبرة للدخول في مجالها، للحصول على أعمال ومنتجات ذات قيمة فنية راقية.

وأكد أن «الدول تحرص على إحياء الحرف اليدوية التي اشتهر بها الأجداد، لأنها تمثل التراث، الذي يتعيَّن علينا أن ندعم وجوده، ونُحيي مسيرته، وألا نتجاهل وجوده المؤثر في حياة المجتمع».