أعلن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، أمس، أن «الهجوم الإرهابي» الأخير الذي نفذته وحدة كوماندوز شبه عسكرية كان جزءاً من «خطة أوسع» لصربيا «لضم» شمال كوسوفو، الذي تسكنه أغلبية من الصرب، بينما وصفت وزيرة خارجية كوسوفو، دونيكا جيرفالا شوارتز، حشد بلغراد لقواتها على الحدود بأنه يذكّر بتصرفات روسيا قبل غزوها أوكرانيا، وحثت الاتحاد الأوروبي على تجميد ترشيح بلغراد للانضمام إلى التكتل.

وكتب كورتي، على منصة «إكس»، «استناداً إلى الوثائق المضبوطة، أكدت شرطة كوسوفو أن الهجوم الإرهابي في بانجسكا كان جزءاً من خطة أكبر لضم شمال كوسوفو، من خلال هجوم منسق على 37 موقعاً»، وكانت الخطة حسب قوله «إقامة ممر إلى صربيا لتأمين إمدادات في العديد والعتاد».

Ad

والأحد، نشرت كوسوفو لقطات قالت إنها للمجموعة المسلحة التي تدربت في باسوليانسكي ليفادي، إحدى القواعد الرئيسية للجيش الصربي.

ووفق وزير الداخلية شيلا سفيكلا، فإن رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، ووزير الدفاع ميلوس فوتشيتش، ورئيس أركان الجيش ميلان موسيلوفيتش متورطون مباشرة في ذلك. وفي الهجوم، الذي وقع في 24 سبتمبر، قامت قوة كوماندوز تضم عشرات الرجال بقتل شرطي من ألبان كوسوفو، وإصابة آخر على حاجز قرب بلدة بانجسكا في شمال كوسوفو، وقُتل ثلاثة من عناصر الكوماندوز، جميعهم من صرب كوسوفو، واعتقل ثلاثة خلال عملية شنتها في وقت لاحق القوات الخاصة التابعة لشرطة كوسوفو. ويعيش ثلث صرب كوسوفو، البالغ عددهم نحو 120 ألفاً (1.8 مليون نسمة)، في هذه المنطقة المتاخمة لصربيا، حيث ترغب بريشتينا في بسط سيادتها. وبدعم من بلغراد، يرفضون الولاء لحكومة كوسوفو، وهي مقاطعة صربية سابقة ذات أغلبية ألبانية أعلنت استقلالها عام 2008، ولم تعترف بها صربيا قط. وفي يوم الهجوم، زعمت السلطات في بريشتينا أن بلغراد كانت وراء هذه المجموعة المدججة بالسلاح، وهي اتهامات ترفضها السلطات الصربية، ويعد هذا أخطر تصعيد في شمال كوسوفو التي شهدت في الآونة الأخيرة حوادث متكررة.

وحذرت الولايات المتحدة، الحليف الدولي الرئيسي لكوسوفو، الجمعة، من «انتشار عسكري صربي كبير على طول الحدود مع كوسوفو»، ودعت صربيا إلى «سحب قواتها».

من جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأحد أن مهمته العسكرية في كوسوفو، التي تضم 4500 جندي، سيتم تعزيزها بـ600 جندي بريطاني، 400 منهم على الأرض في إطار تدريبات.

وفي خطوة قد تؤدي الى خفض للتصعيد، أعلن قائد الجيش الصربي الجنرال، ميلان مويسيلوفيتش، أمس، سحب بعض القوات المتمركزة بالقرب من الحدود مع كوسوفو.

وقال مويسيلوفيتش، إن وجود الجيش فيما يسمى بمنطقة الأمان الأرضية، وهي شريط عرضه 5 كيلومترات داخل صربيا على الحدود مع كوسوفو «عاد إلى طبيعته».

وأضاف أن صربيا لم «ترفع رسمياً مستوى الاستعداد» لجيشها الذي يبلغ قوامه 22500 جندي.