منيت الدعوات المجهولة للتظاهر في مصر أمس الأول الجمعة (11 نوفمبر)، بفشل ذريع، ما ولّد ارتياحا عاما في البلاد التي كانت تستضيف قمة المناخ، وسط حضور دولي وغربي واسع توّج، أمس الأول، بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفضّلت جموع المصريين تجاهل دعوات التظاهر غير واضحة المعالم، وقضوا يوم العطلة الأسبوعية في بيوتهم، ولم تشهد أي مدينة مصرية أو قرية تظاهرة أو مسيرة ضد حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال مصدر مصري مطّلع لـ «الجريدة» إن هناك حالة من السعادة في دوائر صنع القرار بمظهر البلاد يوم الجمعة، إذ إن ما جرى فاق كل التوقعات، ولم يستجب أي طرف لتلك الدعوات المشبوهة بالتظاهر، حتى أن بعض المناطق المعروفة بقربها من الأفكار الإخوانية لم تشهد أي تظاهرات.
Ad


واعتبر المصدر أن ما جرى من عزوف المصريين الكلي بمنزلة شهادة مبايعة جديدة للرئيس السيسي وحجم التقدير الذي يلقاه بين المصريين، وثقتهم بقدرته على العبور بهم من الأزمة الاقتصادية الحالية، وأن تجاهل المصريين لدعوات التظاهر يحمّل الحكومة مسؤولية أن تكون على نفس قدر ثقة المواطنين.

من جهته، قال نقيب الصحافيين، رئيس لجنة أمناء الحوار الوطني، ضياء رشوان، إن يوم 11/ 11 سيكون شعارا على فشل أصحاب الدعوة من الخارج إلى التظاهر، وأشاد بوعي المصريين قائلا: «الكل في مصر يعرف أنه من دون الدولة لن يكون هناك مستقبل».

أجواء الارتياح حضرت كذلك في شرم الشيخ، إذ سيطرت صورة للرئيس الأميركي وهو يضع يده على كتف السيسي، بعد صورة للسيسي وهو يتأبط ذراع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، بما يكشف عن تجاوز الطرفين توتّر ملف حقوق الإنسان.

ووصف الرئيس الأميركي مصر بـ «أم الدنيا»، وأعلن تقديم 500 مليون دولار لمساعدة مصر للتحول إلى الطاقة النظيفة، مشيدا بدور القاهرة في الحفاظ على التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومشددا على أن الولايات المتحدة تعتبر مصر صديقاً وحليفاً قوياً تعول عليه في المنطقة.

من جهته، أكد الرئيس السيسي أهمية علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد كذلك تبادل الرؤى حول الأزمة الروسية - الأوكرانية وامتداد تداعياتها السلبية على مستوى العالم، خاصة في قطاعَي الغذاء والطاقة، والتباحث بشأن تطورات الأوضاع في كل من ليبيا واليمن وسورية، فضلا عن ملف سد النهضة الإثيوبي، إذ شدد السيسي على أهمية الدور الأميركي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة.

في الأثناء، تقدمت منى سيف، شقيقة الناشط علاء عبدالفتاح، بطلب رسمي «مؤثر» إلى السيسي، لمنح شقيقها عفواً رئاسياً،، بينما توقعت مصادر مطلعة لـ «الجريدة» أن تستجيب مؤسسة الرئاسة من خلال لجنة العفو الرئاسي لطلب أسرة عبدالفتاح، وتُفرج عنه قريبا.