أول العمود:

مرت مناسبة مرور 60 عاماً على العمل بدستور الدولة بهدوء غير بريء.
***
كان حفلاً مبهجاً بحق تم من خلاله الاحتفاء بالمتنافسين في أبرز نشاط عربي ثقافي على الإطلاق وهو حفل تتويج أبطال تحدي القراءة العربي 2022 وإعلان الاستحقاق الذي نالته زهرة المهرجان الطفلة السورية شام البكور (7 سنوات)، ما أجمل هذا الاسم وما أبهى هذه الإمارة (دبي) التي منحت طاقتها للثقافة وتشجيع القراءة ودعم اللغة العربية.

شام طفلة آسرة لمن لاحظ سلامة نطقها وسرعة بديهتها وإيماءاتها اللافتة، ولقد تبادر إلى الذهن السؤال الآتي: كم من شام في مدارس العرب ممن لا يلتفت إليهن، وكم من أطفال أهملهم آباؤهم رغم الإشارات التي بانت من سلوكهم في سنوات عمرهم الأولى؟
Ad


تحية لمن بادر في تأسيس هذه التظاهرة التي تشكل دعامة أساسية للغة العربية ولمعاني الإقدام والمبادرة والمواجهة التي رأيناها في أداء الأطفال والفتيان، وهم كالشعراء والخطباء الفطاحل على مسرح الاحتفالية، نعم تحية كبيرة لنائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد الذي بدعمه نما حجم المشاركة في مواسم المسابقة التي بدأت عام ٢٠١٥ بثلاثة ملايين و600 ألف مشارك لتصل عام 2022 إلى 79 مليون مشارك من مختلف أنحاء العالم، فمن يتابع مسيرة المتنافسين والفائزين فسيجد أثر القراءة والتحصيل الثقافي على مسيرتهم العلمية والعملية، فمنهم سفير لمنظمات إنسانية وثقافية ومنهم العالم والطبيب وغير ذلك، فأي نصر هذا الذي يأتي من العناية بالثقافة؟

في الكويت نحن أمام استحقاق شخصي وعام بشأن نتائج المسابقة التي رعاها وحضرها الشيخ محمد بن راشد، فالطفلة غلا العنزي كانت من بين المتنافسين الأوائل، والأولى في منافسات الكويت، فيجب على وزارة التربية والتعليم استغلال هذه المكانة محلياً وتوظيفها لتوجيه طلاب المدارس وعامة الناس حول أهمية القراءة والمعرفة وإعادة النظر في البرامج التعليمية اللاصفية كالمسرح والموسيقى والرياضة، أما الاستحقاق العام فهو موجه لمؤسسات الثقافة لدينا للتركيز على إبداعات الأطفال ودعمها والترويج لها لدفع المشهد الثقافي إلى الأمام.