دشن «بيت المسرح» في رابطة الأدباء الكويتيين أولى فعالياته بمسرحية «سهرة خارج النص» على خشبة مسرح د. سعاد الصباح، حضرها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة د. محمد الجسار، وجمع من الفنانين، يتقدمهم: حياة الفهد، وجاسم النبهان، ومحمد جابر، وعبدالإمام عبدالله، وعبدالعزيز الحداد، وعبدالناصر الزاير، وأيضاً جمع من الأدباء يتقدمهم: د. خليفة الوقيان، حمد الحمد، د. خالد الطراح، د. سعداء الدعاس، علاء الجابر وغيرهم، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة الرابطة.

وفي كلمة لمؤلفة المسرحية ورئيسة اللجنة الاجتماعية ورئيسة «بيت المسرح» تغريد الداود، قبل استهلال العرض: قالت: «نرحب بكم في رابطة الأدباء، هذه المنارة الثقافية الراقية، التي أضاءت شعلة الأدب والفكر عبر الأجيال، فارتقت بالبيان، وحلَّقت بالقصة إلى آفاق جديدة، وغاصت في بحور الشعر بحثاً عن لؤلؤ القصائد، وصنعت للرواية مكانة مرموقة في الأوساط الأدبية العربية.

Ad

إن حضور الكلمة الواعية في المسرح، تأكيد على أصالة الهوية، فالمسرح فضاء ساحر يحمل الكلمة إلى أبعاد أعمق في التعبير، وينقلها إلى مستويات أعلى في التأثير.

الكلمة على المسرح تُكتب، لتبني بيتاً أو تُشعل مدفأة، لتُطلق صرخة أو تدق ناقوس الخطر».

وتابعت الداود: «كل الكلمات عابرة، عُرضة للضياع، وحدها كلمات الإبداع تبقى شامخة، راسخة في وجدان الشعوب، وهكذا كان مسرحنا، الذي احتل موقع الريادة في المنطقة، لأنه راهن على الكلمة قبل كل شيء، فقد كان وقع الكلمة مدوياً في (حرامي آخر موديل)، وكنا أول مَنْ يسافر بالزمن في (الكويت سنة 2000)، وحذَّرنا من ضياع الديك، كي لا تخلو الساحة لـ (شياطين ليلة الجمعة)، حتى ارتقينا مراتب المجد فوق صناديق (حفلة على الخازوق)، لنكشف أسرار الربح والخسارة في (الكرة مدورة)، محذرين من الفتنة، رافعين راية الوطن في (حامي الديار)، لذلك انطلاقاً من إيماننا بدور المسرح الكبير والمؤثر في المجتمع، وتأكيداً على أن الحراك المسرحي لا يتطور ولا يوثق ولا يستمر دون نص رصين القواعد ونقد علمي سليم، قُمنا بافتتاح بيت المسرح، الذي نهدف من خلاله إلى تعزيز الثقافة المسرحية، والتعريف بتاريخ المسرح الكويتي، وقراءة وتحليل النصوص، واستضافة المؤلفين المميزين والفنانين البارزين، وصولاً إلى تقديم ورش متخصصة في مجال الكتابة المسرحية... كل هذا وأكثر ستجدونه في أنشطة بيت المسرح خلال الأشهر المقبلة».

وعلى هامش المسرحية، قال الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين م. حميدي المطيري: «اليوم افتتاح بيت المسرح، وهو أحد البيوت أو الأنشطة والفعاليات الخاصة باللجنة الثقافية التابعة لرابطة الأدباء.

منذ تولينا مجلس إدارة الرابطة كان أحد أهدافنا افتتاح في بيت المسرح، كون المسرح والكتابة المسرحية أحد روافد الإبداع الأدبي في الرابطة.

بفضل الله دشنا بيت المسرح، وحققنا أحد الأهداف التي نطمح إلى تحقيقها، وهو افتتاح بيت المسرح».

فكرة المسرحية

بدوره، ذكر مخرج العمل محمد الشطي: «المسرحية خفيفة، تتناول معاناة المؤلف والفنان والمخرج، والفن بشكل عام، كمعرفة معاناتهم من ناحية النصوص، وكيفية قول الكلمة، حيث يتم طرحها بشكل أكشن كوميدي».

وأوضح الشطي أن المسرحية أخذت من فريق العمل جهداً كبيراً، من تحضيرات، ورؤية فنية مختلفة، وكيفية استغلال حجم المسرح.

من جهته، قال الفنان خالد المفيدي: «أحببت أن أشارك في المسرحية حتى مشاركة بسيطة، من خلال صوتي في بداية المسرحية وآخرها. الحمد لله، الفنانون قاموا بتأدية عمل جميل، وأنا أحببت أن أشاركهم فرحتهم وتجمعهم، والعمل لاقى استحسان الحضور».

من ناحيته، أكد الفنان إبراهيم الشيخلي أن المسرح بمنزلة بيته وحياته، وهو أهم عنصر فني يعمل فيه.

وعن دوره في المسرحية، بيَّن أنه «كاتب يتم اختطافه من قِبل فرقته، حيث يعتبر الكتابة حالة إبداع، وتأخذ منه وقتاً، والفرقة لا تمتلك عامل الوقت، لذلك يتم اختطافه، وبالإجبار يجعلونه يكتب نصاً».

فيما ذكر الفنان علي الششتري أن المسرحية جاءت في انطلاقة بيت المسرح، لذلك أجواء المسرحية اتسمت بأنها «لايت»، لافتاً إلى أنه جسَّد دور المخرج في المسرحية، الذي قام بخطف المؤلف بمساعدة الممثل، حيث يرغب المخرج والممثل أن يكتب لهما المؤلف نصاً مسرحياً، لكنه يتعارض مع فكر المؤلف، لذلك يتم القيام بخطفه.

وفي نهاية المسرحية يتفق المؤلف والمخرج والممثل على أن المسرح يحمل قضية، كما يحمل هموم الناس.

وأشار الششتري إلى أن روح المسرح تختلف عن العمل الدرامي والسينمائي، لأن ردة فعل الجمهور مباشرة.

إشادة وتهنئة

«الجريدة» رصدت بعد العرض آراء بعض الفنانين، وكانت البداية مع الفنان عبدالإمام عبدالله، الذي قال عن أهمية المسرح إنه «مهم جداً، ويُعد حضارة للدولة، والحمد لله الأعمال التي تُقدَّم الآن ذات فائدة».

وعن رأيه في الحركة الشبابية على الصعيد المسرحي، أكد أنه سعيد بحركة الشباب في المسرح، والجهود المثمرة التي يقدمونها.

بدوره، أشاد الفنان عبدالعزيز الحداد بالعرض، مؤكداً أن «المسرحية مناسبة جداً لرابطة الأدباء، والافتتاح جميل، والفنانون كانوا على قدر كبير من الاقتدار، والحضور الجماهيري تفاعل مع أحداث المسرحية، وأتمنى التوفيق لبيت المسرح».

من جهته، قال الفنان عبدالناصر الزاير إن «المسرحية جميلة جداً»، لافتاً إلى أن المكان امتلأ بالحضور، وقد قدَّم بيت المسرح شيئاً فكرياً حركياً اتسم بالاحترافية، مضيفاً: «أهنئ بيت المسرح على هذا التأسيس، وإلى الأمام».

فريق العمل

يتكون فريق عمل مسرحية «سهرة خارج النص» من عدد كبير من الفنانين، ففي التأليف الكاتبة تغريد الداود، والمخرج محمد الشطي، بطولة: إبراهيم الشيخلي، وعلي الششتري، وسعداوي، وتمثيل: سلطان وليد سلطان، وخالد وليد سلطان، وهلال مبارك، وعبدالعزيز الخميس، وعبدالعزيز الجاسم، ونواف الخالدي، وحسين أشكناني.

مساعد مخرج محمد القلاف، تصميم اللوحات الاستعراضية نواف الخالدي، موسيقى وأزياء وإكسسوار وتصميم إضاءة M.J.Arts group، شركة الإضاءة Brand pro، تصميم بوستر سعداوي.

وشارك في العمل بصوته الفنان خالد المفيدي، وكانت هناك مساهمة في ظهور هذا العمل من المخرج محمد الفرج، وكذلك الفنان حسين الرفاعي.