أول العمود: شكلت وزارة التربية مجلسين الأول للمعلمين وأولياء الأمور والثاني للطلبة، وهو قرار مستحق لتفعيل مبدأ المشاركة في العملية التعليمية.

تسود حالة في الكويت مفادها أن مسألة الادعاءات العراقية المتكررة تجاه الكويت بدأت تخلق أجواء من الملل والضجر بدلاً من الخوف كالسابق، مسألة «خور عبدالله» عنوان جديد لتلك الأجواء بكل تناقضاتها القانونية الآتية من المحكمة الاتحادية في بغداد. نُحيي دور مركز البحوث والدراسات الكويتية على الجهد البحثي الذي نُشر مؤخراً بشأن اتفاقية «خور عبدالله»، وكذا ندوة مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية حول الموضوع ذاته.

Ad

السؤال هنا: لماذا يستمر هذا الأذى العراقي تجاه الكويت؟ أو هل هو أذى بفعل عراقي صرف؟!جميعنا- وجمهور من العراقيين- نعلم أن العراق بلد منكوب ومخطوف بسبب سياسات أميركية وإيرانية، وهو لا يزال يرزح تحت نتائج كوارث المغامرات العسكرية التي انتهت بغزو أميركي عام 2003 قضى على مفاصل الدولة، حكومتها وجيشها وقضائها.

ما تعريف العراق اليوم؟ تتجلى صورته في حكومة ضعيفة، و71 ميليشيا مسلحة لا تعترف بالدولة معظمها تابع لإيران، واختراق إيراني لاقتصاده بالقوة عبر التهريب والتصدير يصل إلى 6 مليارات دولار في عام 2021، وقرار مختطف من قبل ايران، وانتخابات برلمانية لا تختلف عن أي نسخة عربية مهلهلة، وفقر وبطالة شباب، واقتصاد ضعيف وسوء تدبير للموارد. وجود جار لنا بهذه المواصفات سيعمل لا محالة على تزويد حالة اللا استقرار بمزيد من الإزعاج الذي عبر عنه وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح بكلمة بليغة حينما أكد أنه بعد مرور 30 عاماً لا يزال العراق يتحدث باللهجة نفسها، معقباً على مسألة الملاحة البحرية التي حسمها الطرفان في الأمم المتحدة قبل سنوات!

أظن أن على الطرفين الكويتي والعراقي أن يعملا على قنوات أخرى في مجال التعاطي اليومي من خلال:

1- المشاريع البيئية التي ترعاها الأمم المتحدة كما حدث في مشروع مكافحة العواصف الترابية بين البلدين.

2- إعادة العمل بالملتقى الإعلامي العراقي الكويتي الذي توقف بعد عام 2012.

3- تنشيط التبادل الثقافي والفني بشكل فاعل.

4- دعم الأنشطة الرياضية كما حدث في استضافة كأس الخليج في البصرة.

5- دعم نشاط القطاع الخاص الكويتي في المناطق الآمنة في العراق.

6- إحياء كل من جمعية الصداقة الكويتية العراقية، ومجلس العلاقات المشترك، وتنشيط العلاقات البرلمانية.

بالطبع لن يزول التوتر في العلاقة بيننا وبين العراق الذي فقد هويته بعد الغزو الأميركي، فجزء من طبيعة تعاملاتنا مع الجار لا تصل إلى أطراف عراقية وطنية بسبب اختطاف القرار العراقي، وأن الدعم الخليجي لبسط الاستقرار فيه يُعد عاملاً مهماً في هذا المجال.

إصلاح الوضع السياسي العراقي صعب لكنه غير مستحيل، واستمرار مثل هذه الإزعاجات سيكون على جدول أعمال القادم من الزمن إلى أن يحدث العراقيون والشباب تحديداً تغييراً ينسف الطبقة السياسية المتطفلة على العراق.

نحن في الكويت نقيس مع كل افتعال للمشاكل درجة التخلي عن «ثقافة الضم»، التي يبدو أنها لا تزال قائمة منذ الستينيات!