بعث الرئيسان الحليفان التركي رجب طيب أردوغان والأذربيجاني إلهام علييف، من جمهورية نخجوان الأذربيجانية الذاتية الحكم، رسالة مزدوجة لأرمينيا، حيث اجتمعا في لقاء رمزي بعد أن نجحت باكو في حسم أزمة إقليم ناغورنو كاراباخ المزمنة بعملية عسكرية دامت أقل من 24 ساعة.

والرسالة الأولى الموجهة لأرمينيا، كانت دعوة أردوغان يريفان لاتخاذ «خطوات صادقة» واغتنام الفرصة لتحقيق السلام، معتبراً أن انتصار أذربيجان في كاراباخ يفتح نافذة للتطبيع.

Ad

من جهته، شدد علييف على أنّ الدولة الأذربيجانية تضمن حقوق أرمن كاراباخ، في وقت عبّر ممثلون عن أرمن المنطقة عن تفضيلهم اللجوء الجماعي لإلى أرمينيا بدل العيش في كنف الدولة الأذربيجانية.

وأضاف الرئيس الأذربيجاني: «أنهينا عملية أمنية ناجحة في كاراباخ، وحققنا الأمن الكامل على حدودنا».

أما الرسالة الثانية فكانت وضع الرئيس التركي ونظيره الأذربيجاني حجر الأساس لخط أنابيب غاز من نخجوان إلى منطقة إغدير التركية، وافتتاح مجمع للإنتاج العسكري في نخجوان، الذي يتصل بشريط حدودي ضيق مع تركيا، في وقت تتصاعد التحذيرات من أن باكو عازمة على ربط نخجوان بالبر الرئيسي، سواء عبر عملية عسكرية تقوم خلالها باحتلال أراض أرمينية أو عبر تفاهم.

ومع استمرار موجة النزوح التاريخي لأرمن كاراباخ باتجاه أرمينيا، أفادت سلطات يريفان باستقبال نحو 5000 نازح من الإقليم، فيما وصلت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، سامانثا باور، والقائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا والشؤون الآسيوية الأوروبية، يوري كيم، إلى أرمينيا. والتقت باور كبار المسؤولين الأرمن لتأكيد «الدعم الأميركي لديموقراطية أرمينيا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها والتزامها بتلبية الاحتياجات الإنسانية، التي نتجت عن الوضع في كاراباخ».

وشددت المسؤولة الأميركية على الشراكة، معبّرة عن القلق البالغ بشأن السكان الأرمن في كاراباخ، قبل أن تبحث التدابير اللازمة لمعالجة الأزمة الإنسانية هناك. ودعت إلى السماح بوصول المنظمات الإنسانية الدولية وحركة التجارة من دون أي عوائق. في غضون ذلك، بدا أمس أن العلاقة بين موسكو ورئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشنيان قد انهارات تماماً، وأن الطرفين قد أحرقا كل الجسور بينهما.

وردت «الخارجية» الروسية، أمس، بعنف على اتهامات بكل الاتجاهات رددها باشينيان على مدى الأيام الماضية ضد روسيا، وبينها التخلي عن دعم أرمينيا بشكل يهدد استقلالها ووحدة أراضيها.

وقالت «الخارجية» الروسية إن «القيادة في يريفان ترتكب خطأ كبيراً عبر محاولتها المتعمدة تدمير العلاقات المتعددة الأوجه والعائدة إلى قرون مع روسيا، وجعل البلاد رهينة لألاعيب الغرب الجيوسياسية»، مضيفة: «نحن على ثقة بأن الأغلبية العظمى من سكان أرمينيا يدركون ذلك جيداً».

والأحد الماضي انتقد باشينيان موسكو لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على إلقاء سلاحهم، وقال إن تحالفات أرمينيا الخارجية القائمة حالياً «غير فعالة» و«غير كافية».

ورأت موسكو أن تصريح باشينيان ينطوي على «هجوم غير مقبول على روسيا».

وأفادت وزارة خارجيتها بأنها «محاولة منه للتنصل من مسؤوليته عن الإخفاقات في السياستين الداخلية والخارجية».

وأكدت «الخارجية» الروسية أن موسكو «لطالما احترمت وضع أرمينيا كدولة»، مضيفة أن يريفان «فضّلت اللجوء إلى الغرب على التعاون مع روسيا وأذربيجان». ونفت الوزارة وجود أي علاقة لروسيا بالاحتجاجات الجارية في أرمينيا ضد باشينيان. وقالت: «من الواضح أنه تم بتحريض من سلطات يريفان، تأجيج حملة عشوائية معادية لروسيا في وسائل الإعلام المحلية».