كشف مصدر مطّلع في قيادة الأركان الإيرانية أن سلطات طهران أكدت لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي بدأ زيارة رسمية للجمهورية الإسلامية أمس الأول، أن تفاهماتها الأخيرة مع الولايات المتحدة لتبادل 5 سجناء وإطلاق أرصدة إيرانية مجمدة لن تؤثر على مسار التعاون المتنامي مع موسكو.

وذكر المصدر لـ «الجريدة» أن الإيرانيين طمأنوا الوزير بمواصلة توسيع العلاقات الدفاعية، رغم الضغوط الأميركية والأوروبية عليهم.

Ad

وبحسب المصدر تناول جدول المناقشات بين الضيف الروسي مناقشة شراء طهران لطائرات سو 35 وسو57 الحديثة، إذ أوضح شويغو للإيرانيين أن بلده ستسلمهم قريباً قطعاً لازمة لتشغيل مقاتلات «سو 35» تم تجميعها في وقت سابق بمصنع في أصفهان.

وبيّن المصدر أن شويغو تعلّل بعدم قدرة بلده على إمداد طهران بقطع إلكترونية ضرورية لترقية طائرات سو 35 إلى سو 35 إس الأكثر تطوراً، جراء العقوبات الغربية، لكنه وعد بتوفير تلك القطع الحساسة في أقرب وقت بعد تمكّن الخبراء الروس من إنتاجها محلياً.

وفي وقت استعجل الجانب الإيراني تطبيق اتفاق سابق لنقل تكنولوجيا تصنيع «سو 35» بطهران، اكتفى شويغو بقبول إرسال أسراب من طائرات «الياك 130» مجهزة بأنظمة مشابهة لأنظمة «سو 35» بغرض التدريب لإيران، مع إمكانية الاستفادة منها بمهمات قتالية.

وأكد أن الجانبين اتفقا على تكثيف عملية تصنيع الأسلحة بشكل مشترك، فيما عرضت طهران رفع مستوى التعاون العسكري إلى مستوى تقبله موسكو.

ووعد شويغو الإيرانيين بعدم الالتزام بأي قرار لحظر التعاون العسكري مع إيران، بعد الـ 18 من أكتوبر المقبل، موعد انتهاء العقوبات الدولية على برنامج إيران الصاروخي وفقاً للقرار 2231 المرتبط بالاتفاق النووي.

وزعم أن شويغو وافق على نقل تكنولوجيا تصنيع صواريخ مضادة لحاملات الطائرات والبوارج وتكنولوجيا الأقمار الصناعية العسكرية ورادارات يمكنها كشف مقاتلات «إف 35» و»إف 22» الأميركية إلى الجمهورية الإسلامية. كما تم إبرام تفاهم تطلق بموجبه موسكو 12 قمراً صناعياً إيرانياً لمساعدة طهران في تطوير توجيه طائراتها المسيّرة.

كما تقرر أن تقوم طهران بافتتاح مصنعين لإنتاج الدبابات الروسية «تي 95».

سورية وإفريقيا

من جانب آخر، ذكر المصدر أن المباحثات تناولت المقترح الإيراني لإخراج القوات التركية من سورية وإمساك قوات الجيش السوري النظامي بالحدود مع تركيا.

وأوضح أن موسكو وطهران اتفقتا على إمكانية نشر شرطة عسكرية روسية ـ إيرانية لضمان تطبيق المقترح.

وناقش الجانبان إمكانية التعاون للضغط باتجاه طرد القوات الأميركية المنتشرة بسورية عبر تهيئة قنوات تواصل مباشرة بين موسكو والميليشيات المتحالفة مع طهران.

وأبلغ شويغو الإيرانيين أن بلده، المنشغلة بحرب أوكرانيا، لن تتمكن من إرسال المزيد من القوات لسورية، وعرض عليهم «إرسال مرتزقة إلى البلدان الإفريقية التي ترغب في مواجهة التسلّط الغربي».

واقترح الوزير التعاون لاستحداث تكامل عسكري يجمع الدول التي تواجه تهديدات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما رحّب به الإيرانيون.

من جهة ثانية، أكد الوزير للمسؤولين الإيرانيين انزعاج موسكو من توجهات حكومة يريفان، لافتاً إلى أن روسيا ليست مستعدة للتدخل في حرب بالقوقاز، بعد مطالبة حكومة أرمينيا للقوى الغربية بضمان أمنها عقب التحركات العسكرية لأذربيجان. ولم يستبعد شويغو تقديم الدعم اللوجيستي لإيران في حال قررت الدفاع عن مصالحها إذا تدهورت الأوضاع بين جارتيها.

وأمس، أكد شويغو، عقب محادثات مع أمين مجلس الأمن القومي، علي أكبر أحمديان، أن العلاقات بين روسيا وإيران وصلت إلى مستوى جديد، رغم معارضة الغرب، قبل أن يقوم بجولة لاستعراض صواريخ وأنظمة دفاع جوي وطائرات إيرانية مسيّرة بصحبة قائد سلاح الجو بـ «الحرس الثوري» أمير علي حاجي.

في هذه الأثناء ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال كلمة بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن العالم يمرّ بمرحلة تغيير وانتقال إلى نظام دولي ناشئ لا رجعة فيها. وقال إن «معادلة الهيمنة الغربية لم تعد مناسبة، ومشروع أمركة العالم فشل».