بين البكاء والبسمة والإعجاز كتبت قصة شام البكور، الطفلة السورية التي لم تتخط سبع سنوات، والتي توجت في دبي أخيراً بلقب تحدي القراءة العربي بموسمه السادس، وتلقت التكريم من نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد، بعد تفوقها على أكثر من 61 ألف طالب وطالبة، ومنافسين من 18 دولة عربية، لترسم بسمة أمل على شفاه المستقبل، وإعلاناً عن تباشير جيل عربي جديد يعشق القراءة مجدداً.

هي حكاية في حد ذاتها، كما تقول أمها، بدأت قصتها بحادث مفجع فقدت فيه أباها عبر حادث انفجار في سورية، لتصاب بشظايا في رأسها، مودعة أباً غادر الحياة مبكراً، تاركاً زوجة شابة وطفلة رضيعة كان فطامها على خبز اليتم ولبن الثكل.

هي نقطة ضوء وسط محيط الظلمات الذي يتلاطم حولنا، ليأتي شعاع هذه الصغيرة، مبشراً بأن وراء الليل صباحاً، وبعد العتمة ضوءاً، من شأنه أن يرفع الطموح ويرسم التفاؤل في زمن ندرت فيه بواعث التفاؤل.
Ad


عنها تقول معلماتها إنها «قائد صغير»، عندها قدرة عجيبة على الحفظ المباشر، وسرد ما تقرؤه بفهم، حيث قرأت أكثر من 70 كتاباً.

لم تكن والدتها وهي تنظر إليها عقب تحمل مسؤولية الطفلة بعد رحيل أبيها أن تلك الرضيعة، التي كانت تفكر كيف ستربى وكيف ستشق طريقها في الحياة، وهل ستنجح بلا أب يساندها ويتحمل عنها أعباءها، لم تكن تعلم وهي تفكر في كل ذلك أن الله تعالى كتبها في سجل المعجزات الناطقة، وأنها ستكلل أباها الراحل وأمها بل وطنها كله بإكليل الفخر، بعدما صارت تشرف كل من ينتسب إليها، فيا شام البكور، كلنا آباؤك لأننا جميعا وبكل حب نشرف أن تكون لنا ابنة مثلك.

شكراً لك يا شام، وشكراً لأمك ومعلميك، وشكراً لدولة الإمارات التي كشفت مسابقتها القرائية عن هذه النبتة الغضة الجميلة، وكل دعائنا لشام ولكل السوريين بأن يعيد الله وطننا الحبيب كما كان ساحة أمن وأمان، وقد عم السلام أرجاءه، وساد التوافق بين أبنائه ليتفرغوا لبنائه من جديد ولرعاية مثل هذه المواهب الصغيرة... عفواً بل الكبيرة جداً، مع خالص دعائنا بأن يعيد الله تعالى للأمة العربية وحدتها وتماسكها في ظل التحديات المحدقة من كل صوب.