اقتربت إيران والولايات المتحدة من إتمام صفقة تبادل السجناء بينهما، وهي الخطوة التي سيتبعها على الأرجح مفاوضات حول كيفية العودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015 بطريقة غير رسمية، حسبما علمت «الجريدة» من مصادرها الأسبوع الماضي.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس، أن بلاده «متفائلة حيال تنفيذ اتفاق لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب»، مضيفاً أن أصول طهران البالغة قيمتها 6 مليارات دولار والمجمدة في كوريا الجنوبية، سيتم الإفراج عنها في الأيام المقبلة.

Ad

وكان مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يُشرف على المفاوضات مع الولايات المتحدة، قال لـ «الجريدة» إن الأموال الإيرانية المجمدة التي كان من المقرر الإفراج عنها بموجب التفاهم الأميركي ـ الإيراني الأخير، باتت حالياً موجودة كلها تقريباً في حسابات مصارف إيرانية بقطر وعُمان، مضيفاً أن كل الظروف باتت مؤاتية لإتمام صفقة تبادل السجناء في الأيام القليلة المقبلة.

وأفاد المصدر، «الجريدة»، بأنه من المتوقع بعد إتمام تبادل السجناء، أن تبدأ المراحل التالية للتفاهم بين البلدين حول إمكانية عودتهما لتنفيذ الاتفاق النووي المبرم في 2015 بطريقة غير رسمية. وقال كنعاني، أمس، إن طهران لا تمانع العودة إلى المفاوضات النووية.

وكان المصدر أكد أن المفاوضين الأميركيين أبلغوا نظراءهم الإيرانيين أنهم نسّقوا مع الأوروبيين بشأن صيغة العودة إلى الاتفاق النووي، وأن الأوروبيين منفتحون على هذا الأمر بـ 4 شروط، أولها، إعفاء الشركات الأوروبية من العقوبات الأميركية بشكل فوري للتمكن من العودة إلى العمل في السوق الإيراني، وثانيها أن تشتري إيران البضائع الأوروبية بالأموال التي سوف تجنيها من بيع نفطها للأوروبيين، أما ثالثها فهو أن يتم تمديد الاتفاق لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 عاماً، في حين ينص الشرط الأخير على تقديم إيران ضمانات بتوقفها عن تزويد روسيا بالأسلحة طالما استمرت الحرب في أوكرانيا.

وبحسب المصدر، فقد لوح الأوروبيون بفرض عقوبات قاسية على إيران من الممكن أن تعرقل أي اتفاق مع الولايات المتحدة، في حال واصلت إضاعة الوقت حتى 19 أكتوبر المقبل، موعد انتهاء مدة العقوبات الأممية المفروضة عليها.

وبعد 19 أكتوبر من المفترض أن تُرفع كل العقوبات الأممية على طهران بما فيها تلك المتعلقة ببرنامجها الصاروخي واستيراد الأسلحة وتصديرها.

وأوضح المصدر أن إيران ليست لديها مشكلة في قبول الشروط الأوروبية باستثناء الأخير، إذ من المستحيل أن توافق على تقديم ضمانات بعدم تزويد روسيا بالأسلحة.

إلى ذلك، قلل مصدر رفيع المستوى في قيادة الأركان الإيرانية من إمكانية حدوث تدخل إيراني عسكري محتمل في أرمينيا، وذلك بعد أن قالت الحكومة الإيرانية إنها تبلغت من باكو أن لا نية لديها لشن أي هجوم.

من ناحية أخرى، قال المصدر إن ايران لديها مجموعات أذربيجانية موالية لها سبق أن شاركت في القتال في سورية يمكنها تحريكها للمشاركة في القتال بالوكالة دون الحاجة إلى مشاركة قوات إيرانية.

وبينما انطلقت أمس المناورات الأرمينية ـ الأميركية غير المسبوقة مع مضي يرفان في اتخاذ خطوات للابتعاد عن موسكو، قال المصدر إن رئيس الحكومة الأرميني نيكول باشينيان استطاع إقناع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال الاتصال بينهما قبل أيام، بأن التدريبات مع واشنطن لن تشكل أي تهديد للعلاقات الثنائية والتعاون بين طهران ويرفان.