أعلن وزير العدل المغربي، عبداللطيف وهبي، أن السلطات المغربية اتخذت إجراءات احترازية في حال حدوث هزات ارتدادية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، ليل الجمعة ـ السبت، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الكارثة واسعة النطاق إلى نحو 2500، إضافة إلى إصابة 2476.

وقال الوزير في تصريحات أمس: تم تشكيل لجان لمعاينة المباني القديمة وجميع المنشآت التي يمكن استخدامها مأوى لإغاثة الناجين والمحتاجين. وأضاف وهبي: «السلطات طلبت من المواطنين عدم الاقتراب من سور مدينة مراكش القديم والابتعاد عن البنايات القديمة في الجنوب، تحسباً لحدوث أيّ هزات ارتدادية. كما نبهنا على العائلات بعدم الرجوع إلى بعض المناطق التي وقع فيها الزلزال»، الذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، ووصف بأنه الأقوى في تاريخ البلد.

Ad

وأشار إلى أنه من الصعب للغاية حصر الخسائر الآن، لافتاً إلى أن «هناك قرى اختفت بالكامل، بعد أن سقطت عليها الصخور من الجبال المحيطة بها».

وفي ظل توقعات قاتمة بارتفاع أعداد ضحايا الكارثة التي يعتقد أن 300 ألف شخص تضرروا منها بعدة مناطق أبرزها الحوز وتارودانت ومراكش والرباط والقرى الواقعة بمحيط سلسلة جبال الأطلس، ذكر ناطق باسم الحكومة المغربية أنه تمت تعبئة أكثر من 1000 طبيب و1500 ممرض في المناطق المتضررة للمساعدة. وبينما حذّرت فرق الإنقاذ التي تبحث وسط الركام من أن البيوت التقليدية المبنية من الطوب اللبن والحجر والخشب المنتشرة في منطقة جبال الأطلس الكبير تقلل فرص العثور على ناجين، توقّع «مجلس المستشارين» الحكومي أن تستغرق إعادة بناء ما دمره الزلزال من 5 إلى 6 سنوات. وبالتزامن مع تواصل أعمال الإنقاذ التي تشارك بها فرق من 4 دول أجنبية، إضافة إلى تفعيل عدة مبادرات حكومية وأهلية للمساعدة في تجاوز المناطق المنكوبة لتداعيات الزلزال، ونجدة العالقين، خاصة في إقليم الحوز، مركز الهزة الأرضية العنيفة، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن يكون قرار الرباط عدم الاستجابة لعروض برلين بشأن تقديم مساعدات للضحايا يعود لأسباب سياسية.

وقال المتحدث، إن «العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والمغرب جيدة»، مضيفاً أن الجانب المغربي شكر برلين على عرضها.

في سياق قريب، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، تقديم مساعدة بنحو 5 ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حالياً في عمليات الإغاثة في المغرب، مشيرة إلى أن الرباط لم «ترفض أي مساعدة»، ولا سيما من جانب باريس التي تشهد علاقتها توتراً مع المملكة بشأن عدة ملفات، لا سيما بشأن الصحراء الغربية التي يريد المغرب من فرنسا الاعتراف بمغربيتها. ولا يوجد سفير للمغرب في باريس منذ يناير.

وقالت كولونا لدى سؤالها عن سبب عدم تقديم المغرب طلباً رسمياً بالمساعدة العاجلة إلى باريس رغم قبولها المساعدة من إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات: «هذا جدل في غير محله». وأضافت: «مستعدون لمساعدة المغرب. هذا قرار سيادي مغربي، والقرار يعود لهم».

وحاول المسؤولون الفرنسيون، مراراً، التقليل من شأن أي خلاف بين البلدين، لكن زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجّلت عدة مرات خلال العام الماضي. وقالت كولونا، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان في فرنسا وقت حدوث الزلزال. وجاء ذلك بعد أن ذكر بلاغ لوزارة الداخلية المغربية، ليل الأحد ـ الاثنين، أن السلطات المغربية استجابت لعروض الدعم ونشر فرق الإنقاذ التي قدّمتها 4 دول هي الإمارات وقطر وإسبانيا والمملكة المتحدة.