لا يختلف اثنان على أن د.سعد البراك كفاءة، قدم نموذجاً راقياً للإدارة في القطاع الخاص، فأصبح وجوده في حكومة النواف مبعثاً للأمل، فالرجل يملك فكراً إدارياً وصاحب شخصية قوية ورؤية حول عملية إعادة صياغة القطاع الخاص، لذلك نتوقع منه المساهمة الفاعلة مع الأعضاء الفاعلين بالحكومة ودعم من سمو الرئيس في بناء منظومة حكومية قادرة على تحقيق آمال الشعب الكويتي وطموحاته وتطلعاته، والوصول به الي التنمية المستدامة لمزيد من الرفاهية والتقدم لمجتمعنا الكويتي، لذلك نوجه حديثنا اليوم إليه فنقول: إلى البراك مع أطيب تحية:

إن التنمية الشاملة في تنوعها إنما تعتمد على محور التنمية البشرية، وعليه يفترض أن يكون الإنسان الكويتي هو الهدف النهائي الذي تسعي إليه كل الأنشطة المجتمعية، ومن مكرور القول، أن العبرة في جميع حالات التنمية ليست بتوافر مصادر الثروة وحدها، إنما الأهم هو قدرة البشر على خلق الثروة ذاتها وتوليدها ونموها.

Ad

وإذا كانت الموارد الطبيعية قابلة للنضوب، فإن البشر مورد لا ينضب فكراً وعملاً، بل إنه قادر على تخليق موارد مادية جديدة غير مألوفة، وفي عالم اليوم والغد لا تتمايز الدول بامتلاك الثروة والسلاح والموارد الخام كما كان الشأن في الماضي، إنما أصبح التمايز فيما تمتلكه من قوة المعرفة التقنية، حيث غدا شعار امتلاكها هو سبيل القوة والتقدم وازدهار الشعوب، بل الهيمنة على من لا يملكون قدرات إنتاجها، وذلك هو جوهر التحدي فيما يعرف بالعصر الرقمي، وما نتج عنه من سياسيات وقيم.

لذلك بات التحول الرقمي ضرورة ملحة، فهو يساعد وبشكل فاعل، في جعل مجتمعنا الكويتي أكثر إنصافاً، وأكثر سلماً، وأكثر عدلاً، كذلك يمكن للإنجازات الرقمية أن تدعم أهداف التنمية المستدامة لا سيما فيما يتعلق ببناء إنسان كويتي قادر على التعامل باحترافية مع التدفق التكنولوجي الهائل، وما نتج عنه من ثقافة كونية مجتمعنا ليس بمعزل عنها.

ختاماً:

إن نجاح عملية التنمية المستدامة التي تعتمد على فكرة بناء الإنسان بالإنسان مرهون بتحقق الآتي:

* تطهير مؤسسات الدولة من الفساد وفق محاسبة جادة لا تستثني أحداً.

* اختيار القيادي وفق معايير واضحة وشفافة تعتمد بشكل أساسي علي المهنية والاحترافية والكفاءة دون وضع أي اعتبار للخلفيات المذهبية أو القبلية أو الفئوية إلى غير ذلك من إثنيات.

* تحول رقمي يسمح بحوكمة تقنية تشمل كل مناحي الحياة مغطى بسحب إلكترونية تكفي سماء الكويت باتجاهاته الأربعة مدعوماً كل هذا بأمن سيبراني محكم.

إن تحقيق هذه الأفكار لا يتم بين ليلة وضحاها إنما في سنوات عنوانها وجود الرغبة الصادقة ورجال أكفاء وعمل مضن وتدريب ودراسة حقيقية لاحتياجات سوق العمل، تنتج عنها خطة ابتعاث تحقق ما نصبو إليه.

اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء.