المــادة 52 من الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف 1977 تقول: «لا تكون الأعيان المدنية محلاً للهجوم أو لهجمات الردع»، لكن روسيا تتجاهل باستمرار، ولا تنكر المعايير المقبولة عموما للمجتمع البشري فحسب، بل كذلك مبادئ القانون الدولي، لذلك يشن الاتحاد الروسي صواريخ ومسيرات على مرافق البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا.

في الفترة بين فبراير وأغسطس استهدفت روسيا مصافي النفط ومنشآت تخزين المنتجات النفطية، فضلاً عن محطات الطاقة التي تشغل السكك الحديدية الأوكرانية، ولكن منذ 10 أكتوبر 2022 غيرت روسيا تكتيكاتها وبدأت هجوما مكثفا على منشآت البنية التحتية الحيوية للطاقة.

لماذا تقصف روسيا البنية التحتية المدنية الأوكرانية؟
Ad


تواصل أوكرانيا عمليات الهجوم المضاد، فقد تم تحرير ما يقرب من 9000 كيلومتر مربع منذ 1 سبتمبر، والحياة الطبيعية (بمعنى وجود المواصلات والبريد والمدفوعات الاجتماعية والشرطة والمياه والغاز والكهرباء) تعود إلى المناطق المحررة، وأدرك الكرملين أنه سيخسر الحرب ضد أوكرانيا، فكثف ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا في محاولة فاشلة لبث الذعر بين الأوكرانيين. تهدف الهجمات الإرهابية الروسية على أوكرانيا إلى هدفين رئيسيين:

1- حرمان المواطنين الأوكرانيين من الكهرباء والتدفئة والمياه الساخنة خلال فترة التدفئة 2022/ 2023.

2- تعطيل تصدير الكهرباء وتفاقم أزمة الطاقة في الدول الأوروبية.

ما الضرر الناجم عن الهجومات الروسية؟

تم تدمير أو إضرار نحو 40٪ من منشآت الطاقة الأوكرانية من جراء الهجمات الروسية، وسجلت الجهات المختصة في أوكرانيا تدمير أو إضرار 5315 شبكة مياه وكهرباء و60982 منشأة بنية تحتية مدنية، وهذا يعني أن العديد من المدن الأوكرانية، بما في ذلك مدينة كييف مضطرة الى اقتصاد الطاقة: يتم إيقاف تشغيل أضواء الشوارع وإشارات مرور وتدفئة المجمعات السكنية عندما تنخفض درجة الحرارة إلى 7 أو أقل، في صباح يوم 31 أكتوبر أطلقت روسيا أكثر من 50 صاروخا على جميع أنحاء أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة وتعطل إمدادات المياه، وخلال ثمانية أشهر الماضية، استخدمت روسيا قرابة 4500 صاروخ ضد أوكرانيا.

ووفقا للتقرير المقدم من حكومة أوكرانيا والمفوضية الأوروبية والبنك الدولي، تقدر تكلفة إعادة الإعمار في أوكرانيا الناجمة عن حرب روسيا العدوانية، بأكثر من 349 مليار دولار أميركي.

من يدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا؟

يعاني الأوكرانيون يوميا من مسيرات «كاميكازي» التي تشتريها روسيا من بلدان ثالثة، واعتبارا من 1 نوفمبر، أسقط المدافعون الأوكرانيون أكثر من 300 مسيرة من طراز «شاهد» التي استهدفت المدنيين.

كيف يمكننا تسمية دولة تُستخدم إمداداتها العسكرية لروسيا لتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية وقتل المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا؟ إن تلك الدولة متواطئة في جريمة العدوان وجرائم الحرب والأعمال الإرهابية التي يرتكبها الكرملين ضد أوكرانيا والأوكرانيين، وسيشمل الرد الأوكراني على هذا النوع من التهديدات القرارات السياسية والدبلوماسية ذات الصلة.

متى ستُجرى محادثات السلام مع روسيا؟

لن تكون أي مفاوضات السلام ممكنة إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا، ونرفض أي مفاوضات مع الإرهابيين، ولا نقبل أي تنازلات مع الكرملين، ومن الضروري إيقاف روسيا نهائيا لضمان الأمن الأوروبي والعالمي.

نحث جميع الدول والهيئات الدولية على الاستمرار في سياسة عزل روسيا، ونعتقد أنه يجب إنهاء أو تعليق عضوية دولة إرهابية في العالم المتحضر.

* سفير أوكرانيا لدى دولة الكويت