أملك قناعة راسخة بأن العديد من أعضاء مجلس الأمة الموقّرين كان طموحهم الفعلي عضوية المجلس البلدي أو كمختارين للمناطق بصلاحيات أكبر من الحالية، لكنّهم وجدوا الطريق إلى مجلس الأمة أيسر وأهون، فدوائر المجلس البلدي أكبر حجماً وتخرج أقل عدداً من النواب، كما أنها تتطلب نوعاً من البحث والفهم، ومن ثم الحديث بالنواحي الفنية والتخصصية والتي لا يتطلب مثلها تمثيل الشعب في مجلسه.

مَن يتابع تصريحات بعض النواب، ونقول بعض حتى لا يزعل أغلبهم، سيجدها لا تخرج عن مثل هذا الدور الذي تمنّوه لأنفسهم، لكنّ الظروف جاملتهم بأكثر مما يريدون ويستحقون، فتنافسوا فيما بينهم على مَن يقدّم اقتراحات لفتحات ورصف شوارع ومطبّات، أو من يطالب بفتح المحميات للرعي وتوفير الأعلاف، أو من يتابع شؤون النحل والعسل، وأطيبهم مَن يريد توزيع الأموال العامة على كل مَن يمرّ أمامه من موظفين أو ممثلي جهات حكومية، لعله ينال برضاهم شفاعة في الانتخابات القادمة.

Ad

جرت الأعراف أن تجمّعات شاي الضحى تبدأ بعد السلام بالتحلطم والتذمّر، وبعدها تقديم الحلول والثناء المتبادل عليها، ثم ينضب الشاي، وينتهي الاجتماع وتطير كل الأفكار النيّرة، على أمل استكمالها باللقاء القادم، فلا ضرر ولا ضِرار، أما خطر نوابنا فهو أن اقتراحاتهم الإبداعية قد تتحول إلى قوانين ويصوّت معهم النواب وتوافقهم الحكومة شراءً للوقت أو خوفاً من الاستجوابات الطائشة وتكلّف الميزانية العامة الملايين، والشاي بالمجلس ما يخلص.