رغم انتهاء فترة التسجيل الأولية للانتخابات النيابية المقبلة في إيران منذ أسبوعين، فإن جبهة التيار الإصلاحي مازالت منقسمة بشأن المشاركة في الاستحقاق النيابي.

وفي حين صرح زعيم الإصلاحيين الرئيس الأسبق محمد خاتمي بأنه يدعم أي تغيير عبر الانتخابات لا الانقلابات، وأن هناك البعض من داخل النظام، في إشارة إلى الأصوليين المتطرفين، يقومون بأعمال تؤدي في النهاية إلى قلب النظام من داخله، محذرا من أنه إذا لم يتم وقف هؤلاء فإن السلطة ستنهار ذاتياً.

Ad

وأكد خاتمي أن هناك رسائل يتم إرسالها من مكتب المرشد علي خامنئي تشجع الإصلاحيين على المشاركة في الانتخابات.

في المقابل، أكد أحد مسؤولي لجنة الإصلاحات التي شكّلها التيار لخوض الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، أن آخر اجتماع لقادة الإصلاحيين شهد انقساماً حاداً بين أعضاء التيار إذ صوت 19 قياديا، من اليسار المتطرف، ضد المشاركة مقابل 16 قياديا، جميعهم من الإصلاحيين المعتدلين، أيدوا خوض السباق النيابي.

ولفت إلى أن أنصار المشاركة يرون أن السبيل السلمي الوحيد لتحقيق أهداف الإصلاح هو التعامل مع النظام عبر الحضور في الانتخابات، لكن معارضي خوض الانتخابات يجادلون بأن النظام لن يسمح بإحداث أي تغييرات إصلاحية، وسيستغل حضورهم سياسيا قبل أن يحذف المرشحين الأقوياء من قوائم التيار الإصلاحي ويبقي الضعفاء والمهمشين لإعلان خسارة التيار الإصلاحي لاحقاً.

وأشار المصدر إلى أن القيادات الإصلاحية التي تصر على خوض الاستحقاق النيابي بأي شكل من الأشكال تخشى من احتمال وفاة خامنئي، (84 عاما)، واستحواذ التيار الأصولي المتطرف على منصبه في ظل استمرار سيطرة عناصره على جميع مفاصل السلطة في حال مقاطعة الانتخابات.

كروبي وموسوي

وبين المصدر أنه بعد فشل جبهة الإصلاحيين في ايجاد تفاهم مشترك، فإن شقيق المرشد هادي خامنئي، المنتمي للتيار الإصلاحي، استطاع الحصول على موافقة من الأجهزة الأمنية للسماح لقادة التيار بالاجتماع في منزل المرشح الرئاسي السابق في انتخابات 2009 مهدي كروبي الخاضع للإقامة الجبرية، يوم الجمعة الماضي، لبحث التوصل إلى حل وسط وإمكانية مشاركة كروبي وخاتمي بالمشهد لإقناع بقية قادة التيار بالانخراط في السباق.

وكشف أن كروبي تعهد بدعم موقف الجناح المؤيد لخوض الانتخابات، لكنه اشترط حصولهم مسبقا على ضمانة بأن مجلس «صيانة الدستور» لن يقوم بإقصاء رموز التيار الإصلاحي لتمهيد الطريق أمام منافسيهم، كما جرى في الانتخابات الأخيرة.

وذكر أن قادة التيار حاولوا الاجتماع بالقيادي الخاضع للإقامة الجبرية مير حسين موسوي بهدف إقناعة بتوجههم لكنه رفض، وأكد أنه لن يقبل بأي مساومة مع المرشد في ظل عدم جدوى المشاركة في الاستحقاق الذي يأتي في خضم ممارسات التيار الأصولي للهيمنة على كل مفاصل الدولة.

طعنة الحجاب

وفي وقت يراهن التيار الإصلاحي المؤيد للمشاركة في الانتخابات على أن جيل الشباب الإيرانيين لم يعد يقبل أيا من الأطراف السياسية الموجودة على الساحة حالياً، ويرون أن بإمكانهم الاستفادة من الانفتاح والحراك الإعلامي الذي يصاحب فترة الانتخابات لعكس آراء جديدة تتوافق مع مطالب الجيل الجديد وكسب ثقتهم، فوجئ الشارع الإيراني بحضور الأمين العام لحزب ندا، شهاب الدين طبطبائي، الذي يعد أحد أبرز وجوه الجيل الجديد للإصلاحيين، والذي يتزعمه صادق خرازي (أخو زوجة مجتبى خامنئي)، على شاشة التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي، وتوجيهه انتقادات حادة إلى نواب «يحاولون فرض قانون الحجاب على الناس».

واستشهد طبطبائي بأبيات شعرية مفادها أن «الناس يبحثون عن الله في لقمة عيشهم ولا يبحثون عن الإسلام في الحجاب»، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة من التيار الأصولي بسبب السماح لزعيم حزب إصلاحي بأن يطلّ عبر أحد أكثر البرامج التلفزيونية التي تحصد متابعة لانتقادهم والطعن في قيامهم بتمرير مشروع القانون الجديد بشأن الحجاب دون الحصول على تصويت عام في البرلمان.

وجاء ذلك في وقت يبدو أن المنصات الإصلاحية قد اتخذت «قانون الحجاب» كحربة لانتقاد الأصوليين قبيل الانتخابات المقبلة، حيث حذّرت جريدة اعتماد الإصلاحية في تقرير بعنوان «عيون الناس القلقة» من أن تمرير 11 نائبا، أعضاء اللجنة الحقوقية بالبرلمان، لمشروع القانون الذي يؤثر على حياة 85 مليون إيراني، قد غاب عنه المنطق، وتم حتى دون توضيح للائحة التنفيذية للقانون، والتي تتداول عبر الشائعات.

وفي ظل مخاوف التيار الأصولي من تحقيق خصومه مكاسب على حسابه بسبب البلبلة حول القانون الجديد، انتقدت العلاقات العامة بالبرلمان تقرير «اعتماد»، في حين أكد أحد أعضاء اللجنة الرئاسية بمجلس الشورى أن رئيس اللجنة الحقوقية موسى آبادي قدم رسالة إلى رئيس المجلس محمد قاليباف، مطالباً إياه برفع دعوى قضائية ضد الجريدة التي تحدثت عن تمرير الخطوة التي تقيد حياة الملايين من 7 نواب باللجنة الحقوقية من أصل 11 نائبا.

طهران وباكو

إلى ذلك، هاجم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، الوجود العسكري الأجنبي بالمنطقة، محذراً من أنه يزيد من التوتر والصراعات.

وقال باقري، في اتصال هاتفي مع نظيره الأذربيجاني الجنرال ذاكر حسنوف، إن مستوى التعاون بين القوات المسلحة للبلدين يشهد نموا في كل المجالات، خصوصا قبيل انعقاد اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة في باكو قريباً.

من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع الايراني العميد محمد آشتياني، أن طهران تخطط للقيام بعمليتين أو 3 لإطلاق أقمار صناعية هذا العام، لافتا إلى أن القوات المسلحة تنتج مختلف أنواع الصواريخ وفقا لاحتياجاتها.