في خطوة ذات بُعد ثقافي، لكنها في الوقت ذاته تعزز التراث العسكري والجذب السياحي في بلد الأهرامات، دشنت مصر أول متحف حربي تحت الماء في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، يُعد الأول من نوعه في إفريقيا.

وجرى إطلاق المتحف أخيراً، بعد إغراق 15 قطعة من المعدات والمركبات الحربية في ثلاثة مواقع مختلفة للغوص. وتشمل هذه القطع مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات التي استخدمت في حروب سابقة. ويهدف المتحف إلى توثيق التاريخ العسكري، وتقديم فرصة للزائرين للاستكشاف والتعلم عن الماضي العسكري لمصر.

Ad

شهدت مدينة الغردقة إنشاء أول متحف حربي في قاع البحر الأحمر يضم 15 قطعة من المعدات والمركبات في ثلاثة مواقع غوص، بهدف جذب المزيد من السائحين، وتشجيع سياحة الغوص والسياحة الثقافية، بالتنسيق بين محافظة البحر الأحمر ومحميات البحر الأحمر ووزارة البيئة.

أثناء إغراق إحدى القطع الحربية

وقال محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، إن دراسة متأنية استغرقت نحو سبع سنوات قبل إنشاء المتحف في أعماق البحر الأحمر، حيث تم إغراق قطع ومعدات حربية قديمة تحظى بقصة فريدة، لافتاً إلى أن المتحف يوفر بيئة لتنمية الشعاب المرجانية، وتوفير مواقع غوص جديدة لجذب السائحين، ما يسهم في تخفيف الضغط عن مواقع الغوص الحالية، للحفاظ على الكنوز الطبيعية والشعاب المرجانية بمياه البحر الأحمر على المدى الطويل.

فيما عبَّرت وزيرة البيئة المصرية، ياسمين فؤاد، في بيان لها، عن سعادتها بتدشين المتحف، مؤكدة أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر هي الأكثر مرونة حول العالم في مواجهة وتحمُّل ارتفاع درجات الحرارة، حيث أكدت الدراسات أنها آخر الشعاب المرجانية تأثراً بالتغيرات المناخية حول العالم.

ورغم أن هذا المتحف هو الأول من نوعه في مصر والقارة السوداء، فإن متاحف أخرى جرى إنشاؤها تحت الماء في أعماق البحار بدفعٍ من رغبة الإنسان في استكشاف وحماية الثقافات والتاريخ البحري. وتعتبر هذه المتاحف تحفاً فنية ومعالم سياحية فريدة من نوعها، حيث يمكن للزوار استكشاف المعارض والتحف الثقافية والأثرية تحت سطح الماء.

أحد أبرز المزارات السياحية تحت الماء هو «متحف كانكون» في المكسيك، والذي يوفر تجربة فريدة للغطس في البحر لرؤية مجموعة مذهلة من التحف البحرية والتماثيل المائية التي تم إنشاؤها بالتعاون بين الفنانين المحليين والمؤسسة الثقافية المحلية. وتعمل التحف البحرية على جذب الغواصين وعشاق الفن على حد سواء.

إحدى القطع الحربية بعد إغراقها

كما توجد متاحف تحت الماء في أماكن أخرى حول العالم، مثل جزر البهاما وجزر الكناري في إسبانيا. ويمكن للزوار الغوص في هذه المتاحف، ومشاهدة الأعمال الفنية التي تركز على البيئة البحرية والحياة البحرية المحلية.

وتُعد المتاحف المشيدة تحت الماء أيضاً جهوداً لحماية البيئة البحرية، وتعزيز الوعي بأهمية المحافظة على البحار والمحيطات، من خلال خلق وجهات سياحية مثيرة للاهتمام، يتم تعزيز الوعي بالتحديات التي تواجه البيئة البحرية وحاجتها للحماية.

وهذه النوعية من المتاحف تتطلب تقنيات ومواد خاصة للبناء والصيانة، بسبب البيئة الرطبة والمالحة. ويتعيَّن على المتاحف تحت الماء مواجهة التحديات التقنية والبيئية للحفاظ على التحف والمعروضات بحالة جيدة.