الطفرة الإعلامية التي يشهدها تلفزيون الكويت خلال السنوات الأخيرة والنقل والمتابعة للأحداث أولاً بأول ما هو إلا نتاج عمل جبار يشكر القائمون عليه، وعلى رأسهم وزير الإعلام وقياديو الوزارة الذين يواصلون الليل بالنهار في تطوير آلية عمل الشاشة في مختلف برامجها المتنوعة، والسبق في استضافة الضيوف من مختلف المجالات.

ولعل التنوع البرامجي في قطاع التلفزيون بكمه الكبير في الأعمال المميزة ساهم في تلطيف حرارة الصيف اللاهبة، وفي لفت الأنظار للأعمال الكويتية، وهذا الجهد الذي يقوم به الوكيل المساعد لقطاع التلفزيون تركي المطيري المتابع لعمله نهارا وليلا حقق نتائج مثمرة، ليكون إعلامنا نبراسا يضاهي القنوات الفضائية الأخرى، خصوصا أن الدور الإعلامي الذي غاب في الماضي عن الحضور اتسم اليوم بعدة عوامل مميزة، بينها تنوع الأعمال الدرامية والبرامج الثقافية والمنوعات الأخرى التي وضعت بصماتها لدى المتابعين الذين أُعجبوا بفاعلية إعلامنا ودوره في النهوض بمستواه، ومواكبة التطورات أولاً بأول بعد أن نفض الغبار عن الأعمال التي كانت في السابق لا تشكل اهتماما لدى المتابعين.

Ad

وهذا الأمر يجب أن ينعكس على مختلف وسائل الإعلام الأخرى، لا سيما أن الشاشة أصبحت أكثر جذبا للمشاهدين في الإجازات لقضاء وقت الفراغ الكبير، بعد أن كانت البرامج السياسية في القنوات الخارجية هي التي تخطف الأضواء في السابق، ويؤدي الإعلام دورا رئيسا في توجيه رسائل مختلفة من شأنها الوصول بسرعة فائقة للمتابعين، خصوصا فيما يتعلق بالبرامج التوعوية في مختلف مجالاتها.

ولعل عملية اختيار الأعمال المميزة من قطاع التلفزيون حققت الدور المطلوب منها في ملامسة متطلبات المتابعين واحتياجاتهم، وهذه الإنجازات ما هي إلا نتاج آلية التطوير والتوجيه وكسب الخبرات عبر دورات مكثفة ومتابعة مستمرة لفرز الطاقات الإبداعية التي أصبحت اليوم تثبت جدارتها خلف الشاشة، وهذا التطور في آلية العمل يجب أن يكون نموذجا لدى الأجهزة الحكومية الأخرى التي تقتصر قطاعاتها الإعلامية على البيانات والتصاريح المكتوبة، ولا تزال على الإرث القديم دون أن تحاكي الواقع، والقفزات المستمرة في تطور الإعلام بمختلف وسائله، فضلا عن أن مواكبة الجيل الجديد من التكنولوجيا السريعة هي إحدى الركائز الأساسية في تطور المجتمعات وتثقيفها وتنويرها بدلا من الجلوس على الكراسي البالية التي سئمت من تراكم الأتربة، فلا يزال هناك من يفكر بعقلية الجود من الموجود.

آخر السطر: المبدعون هم من يطورون العمل، وضخ الطاقات الشابة في المناصب القيادية سيسهم في عجلة التطور، ويسابق الزمن بعد معاناة بعض قطاعات الأجهزة الحكومية من الشيخوخة.