مع تصاعد الصراع في أوكرانيا، أغرقت روسيا جارتها كازاخستان بإعلانات للتجنيد في جيشها، في وقت حذرت بولندا من محاولات مجموعة «فاغنر» بقيادة يفغيني بريغوجين لزعزعة استقرار الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفي كازاخستان، التي يعيش فيها أكثر من 3 ملايين مواطن من أصل روسي، بدأت إعلانات في الظهور على شاشات مستخدمي الإنترنت تعرض مبلغاً يزيد على 5 آلاف دولار، تُدفع فورا مقابل الانضمام إلى الجيش الروسي.

Ad

ويظهر في الإعلانات علما روسيا وكازاخستان والشعار «كتفا بكتف»، وتشير إلى دفع مبلغ لمرة واحدة بقيمة 495 ألف روبل، فضلا عن راتب شهري لا تقل قيمته عن 190 ألف روبل (2000 دولار)، ومزايا إضافية غير معلنة.

وبالضغط على الإعلان تُفتح نافذة موقع إلكتروني يوفر للمجندين المحتملين فرصة الانضمام إلى الجيش الروسي في منطقة سخالين في أقصى شرق روسيا.

في موازاة ذلك، تحدث رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، أمس عن تحريك مقاتلين من «فاغنر» بالقرب من الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي لزعزعة الاستقرار، غداة اتهام وارسو لبيلاروس بانتهاك مجالها الجوي بطائرات هليكوبتر عسكرية.

وقال مورافيتسكي، بعد لقائه بالرئيس الليتواني جيتانس نوسيدا، «علينا أن ندرك أن الخطوات الاستفزازية ستزيد، ومجموعة فاغنر خطيرة، وعدد مقاتليها في بيلاروسيا ربما يزيد على 4000».

وأضاف: «يجب ألا نتحدث فقط عن الإجراءات على مستوى كل دولة، ولكن أيضاً ما الذي يتعين فعله إذا أصبح هذا الوضع أكثر تعقيداً، بما في ذلك إغلاق بولندا وليتوانيا ولاتفيا بطريقة منسقة الحدود مع بيلاروسيا»، التي سمحت لروسيا باستخدام أراضيها نقطة انطلاق لغزو أوكرانيا.

وبدأ عدد غير محدد من مقاتلي «فاغنر» تدريبا مع جيش بيلاروسيا، مما دفع بولندا للبدء في نقل قوات يزيد قوامها على ألف جندي بالقرب من الحدود.

وفي ظل ازدياد هذا النوع من الهجمات، أعلنت أوكرانيا وروسيا، أمس، إحباط هجمات نفذتها عشرات الطائرات المسيرة استهدفت، خصوصاً عاصمتي البلدين المتحاربين.

وفيما أعلنت «الدفاع» الروسية تدمير 38 مسيرة 7 منها أسقطت في منطقة كالوغا على بعد أقل من مئتي كلم جنوب غرب موسكو، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 37 طائرة مسيرة إيرانية الصنع هاجمت قواته، وتم إسقاط بعضها.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن جذب الإنتاج الدفاعي إلى أوكرانيا، مثل المعدات والمدفعية وإنتاج القذائف، هو من بين المهام الجديدة للدبلوماسيين الأوكرانيين.

وتابع أنه من المهم «توسيع مهام التدريب للمحاربين الأوكرانيين»، وكذلك ضمان توريد الطائرات المقاتلة من طراز (إف 16) والصواريخ بعيدة المدى.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الأوكرانية عن رئيس الوزراء دينيس شميهال قوله إن البلاد تبحث إمكانية تقديم خدمات التأمين للسفن التي تبحر عبر «ممر الحبوب».

ونٌقل عن شيمهال قوله في مؤتمر صحافي «تجري الحكومة المناقشات، وأنا على يقين أننا سنتخذ قرارا بشأن تأمين السفن والشركات ذات الصلة التي ستعمل في ‭‭‭‭›‬‬‬‬ممر الحبوب‭‭‭‭›‬‬‬‬».

من جهة أخرى، أدرجت موسكو النرويج على قائمة الدول الأجنبية التي تقدم على ما تصفها بأفعال «غير ودية» تجاه البعثات الدبلوماسية الروسية.

وقالت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء إن الدول المدرجة على القائمة يمكن أن توظف عددا محدودا من العاملين المحليين في بعثاتها لدى روسيا، مع تحديد العدد بالنسبة للنرويج عند 27 شخصا.

وفي أبريل، طردت النرويج 15 دبلوماسيا روسيا على خلفية تهم بالتجسس، وطردت روسيا 10 من البعثة الدبلوماسية النرويجية رداً على ذلك.