بدأت الأجهزة الأمنية الإيرانية في اليومين الأخيرين حملة اعتقالات واسعة في صفوف الهيئات المذهبية العاشورائية، التي انتقد العديد منها، هذا العام بشكل غير مسبوق، النظام الإيراني خلال مراسم عاشوراء التي اختتمت السبت الماضي.

وشملت الحملة توقيف نحو 50 شخصاً يعملون في «هيئة عامل للتعزية»، التي يعود عمرها إلى أكثر من 150 عاماً، وتُعَد إحدى أقدم وأبرز الهيئات المذهبية القديمة في مدينة عامل شمال إيران.

Ad

وكان أعضاء هذه الهيئة ارتدَوا، خلال العاشر من المحرم، ملابس باللون الأبيض بدلاً من الأسود، وزاروا منزل غزالة شلبي، وهي شابة إيرانية قُتلت برصاص قوى الأمن خلال احتجاجات ضد الحجاب الإلزامي، وألقوا التحية على أصحاب المنزل، وهي عادة تقليدية توجه للمسؤولين السياسيين والدينيين الكبار.

وقال أحد أعضاء لجنة إدارة هذه الهيئة، إن أعضاء الهيئة قاموا بذلك، لأن عائلة شلبي من مؤسسي الهيئة، ورفضوا المشاركة في مراسم عاشوراء بسبب ما يعتبرونه «مصادرة الدين من جانب الحكومة».

وشملت الاعتقالات أيضاً أعضاء في «هيئة يزد المركزية»، التي تعد من أقدم الهيئات المذهبية في إيران، ويعود تاريخها إلى زمن تأسيس الحكم الصفوي وبدء التشيع فيها.

وكان عدد من خطباء الهيئة وجّهوا، خلال خطبهم في عاشوراء، انتقادات شديدة ضد النظام.

يُذكر أن معظم الموقوفين محسوبون على التيار المتدين الأصولي، الذي كثيراً ما عوّل النظام عليه للحصول على الدعم عند الحاجة، وبينهم عاملون في الحملة الانتخابية للرئيس إبراهيم رئيسي، وأشهرهم الممثلة شهرة قمر، التي كانت قد واجهت انتقادات لاذعة من الممثلين بسبب دعمها الراديكالي لرئيسي.

ووصلت الاتنقادات إلى المراسم الحسينية التابعة لمرشد الثورة علي خامنئي، إذ وجّه أحد خطباء مراسم «تاسوعاء» انتقادات للفساد بحضور خامنئي ورئيسي ورئيس السلطة القضائية وكبار مسؤولي البلاد. وحاول الخطيب تحييد المرشد، ذاكراً أن معظم الحكومات الإسلامية في التاريخ، كانت تواجه فساداً وسوء إدارة، وهذا لا يعني أن الأئمة كانوا راضين عن هذا الفساد أو سوء الإدارة.

وفسّر العديد من المحللين هذه الظاهرة بأن النظام الإيراني بات يواجه انهيارات داخلية حتى من مؤيديه بسبب حصر السلطة في يد مجموعة صغيرة لا تستطيع إدارة البلاد، وتصر على البقاء في السلطة بأي ثمن كان..