في مدارس الكويت الأهلية والحكومية بداخل الكويت، والتعليم في الخارج، أي في المدارس والجامعات الأجنبية بالدول العربية والأجنبية، كان معظم الكويتيين يتعلمون داخل الكويت فيما أُطلق عليه تاريخياً اسم «الكتاتيب»، أو «المطوع» أو «المطوعة»، وكان التعليم بسيطاً جداً يتركز على قراءة القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والحساب.

ولم يكن للحكومة أي دور في ذلك، بل كانت العملية أهلية مئة بالمئة، وكان الأهالي يدفعون رسوماً بسيطة للمطوع الذي يستضيف طلبته في منزله أو بمدرسة صغيرة مستأجرة. وبتاريخ 22 ديسمبر 1911م، تم افتتاح أول مدرسة نظامية (أي بعمل جماعي منظم ووضعت لها مناهج حديثة من قبل المثقفين)، وهي المدرسة المباركية، وفي أول سنة من الدراسة فيها تتلمذ بها نحو 300 طالب.

في الوقت نفسه، درس عدد قليل من الطلبة الكويتيين في الهند قبل 1900 وبعده، بسبب استقرار آبائهم أو أسرهم في الهند للتجارة.

Ad

وهناك فئة أخرى من الطلبة درسوا في دول عربية مجاورة، كالعراق والبحرين، على نفقتهم الخاصة، أو على نفقة دائرة المعارف (قبل تأسيس الوزارات)، فكانت أول بعثة طلابية للعراق عام 1924، وتبعتها بعثة إلى البحرين عام 1944، ثم بدأت البعثات لجمهورية مصر العربية منذ الأربعينيات من القرن الماضي، وأصبحت مركزاً أساسياً للبعثات الخارجية في تلك الفترة وما بعدها.

وفي الخمسينيات، وربما قبل ذلك، اتجهت الحكومة لإرسال الطلبة في بعثات للمملكة المتحدة، ثم بدأت البعثات لأميركا بداية الخمسينيات، واستمرت إلى يومنا هذا، ووصل عدد طلاب الكويت الذين درسوا بالخارج وحملوا شهادات جامعية أو أعلى عشرات الآلاف أو أكثر مع مرور الزمان.

والذي يهمّني في هذا الموضوع هو النواحي التاريخية المرتبطة به، فقد اطّلعت على معظم ما كُتب عن أوائل الطلبة الدارسين في الخارج منذ أكثر من مئة عام ومعظمهم من الدارسين في الهند أو العراق أو البحرين أو مصر أو بريطانيا، ولكنني لم أجد شيئاً كثيراً يوثّق أو يؤرخ لمن درس بأميركا.

لذلك قررت عام 2011م أن أبدأ في إعداد كتاب حول أوائل الدارسين بأميركا، وتوصلت إلى بعض منهم، وحصلت على معلوماتهم، لكنني - مع الأسف - توقفت عن البحث في هذا الموضوع، لأسباب مختلفة.

وعند مراجعتي لملفاتي أخيراً، عثرت على المعلومات التي جمعتها قبل أكثر من 10 سنوات عن أوائل الطلاب الكويتيين في أميركا، وقررت فوراً أن أنشر عنهم ما أستطيع في مقالاتي الأسبوعية.

وبدءاً من المقال المقبل، إن شاء الله، سأتناول شخصية واحدة بكل مقال، وسأتحدث عن تفاصيل مسيرتها بأميركا، لعل في ذلك فائدة للقراء وإضافة لتاريخ تعليم الكويتيين بالخارج. وأتمنى ممن لديه معلومات تثري هذا الموضوع أن يزوّدني بما لديه، لتغطية قصص أكبر عدد ممكن من تاريخ طلبتنا بأميركا.