مع إعلان موسكو وكييف أن كل سفينة تتجه لموانئ الأخرى هي هدف عسكري، اتهمت روسيا أمس، أوكرانيا بتنفيذ أول اعتداء على إحدى دورياتها في البحر الأسود، الذي يشهد توتراً متزايداً منذ إنهاء العمل باتفاقية تصدير الحبوب، تزامناً مع شنها هجومها الجوي السادس هذا الشهر على العاصمة كييف.

وفي وقت تعهدت واشنطن بالدفاع عن بولندا في مواجهة تهديدات رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو ومجموعة «فاغنر»، أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن «القوات الأوكرانية نفّذت محاولة غير ناجحة ليلاً عبر مسيّرتين بحريتين ضد سفينة الدورية سيرغي كوتوف»، التي تسيطر على الجزء الجنوبي الغربي من البحر الأسود، مشيرة إلى أنها لم تتعرض لأضرار وتواصل أداء مهامها.

Ad

وأشارت الى أن المسيّرتين كانتا على مسافة 800 وألف متر من السفينة، التي قامت بتدميرهما باستخدام أسلحتها أثناء وجودها على مسافة 370 كلم جنوب غرب سيباستوبول.

وفي 17 يوليو، استخدمت كييف مسيّرات من هذا النوع لمهاجمة جسر القرم الذي يربط البرّ الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو في العام 2014.

وقبل المحاولة الأوكرانية لاستهدف السفينة الروسية في البحر الأسود، أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية وسلاح الجو، أن روسيا هاجمت كييف لأكثر من ثلاث ساعات بطائرات مسيرة إيرانية الصنع، لكن أنظمة الدفاع أسقطتها جميعاً، وحذرا من أن هناك تهديداً جديداً بشن هجمات باستخدام أسلحة باليستية على أوديسا وميكولاييف، اللتين تطلان على البحر الأسود وتضمان العديد من الموانئ التي باتت أهدافاً لروسيا منذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب.

كما اتهم رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو روسيا باستخدام قنابل عنقودية في مدينة كوستيانتينيفكا، أمس الأول، مؤكداً أنها بالقرب من مسطح مائي مما أدى لمقتل طفل وإصابة 7 بجروح مساء الاثنين. وبعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن أوكرانيا استعادت نحو نصف أراضيها التي احتلها روسيا، أكد الجيش الروسي أمس، أنه تقدم كيلومترين خلال الساعات الـ 24 الأخيرة في شرق أوكرانيا، وتحديداً قرب ليمان التي تشكل مركزا للسكك الحديدية استعادته القوات الأوكرانية في أكتوبر الفائت.

وفي حال تبين صحة هذه المعلومات فقد تشكل الخطوة انتكاسة للهجوم المضاد الأوكراني.

وفيما دانت واشنطن بشدة الضربات الصاروخية على أوديسا وطالبت موسكو بوقف التصعيد وعدم استخدام الغذاء كسلاح في حربها على أوكرانيا، أبدت استعداد الجيش الأميركي لحماية أراضي بولندا في حال الهجوم عليها من قبل مجموعة «فاغنر».

وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، إن «تحالفنا مع بولندا قوي، وهي عضو في الناتو، ونحن في حال الضرورة سنحمي كل بوصة من أراضي الناتو».

وأعرب ميلر عن قلق واشنطن من إبلاغ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن «عناصر فاغنر يطلبون الإذن للقيام برحلة إلى وارسو»، ووصفها بأنها «تصريحات غير مسؤولة».

وعلى مدى يومين ناقش لوكاشينكو مع بوتين التعاون الاقتصادي والتهديدات الخارجية وقضية «فاغنر»، التي ساعد في التوصل لاتفاق لإنهاء تمردها الشهر الماضي.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس أن بوتين ولوكاشينكو لم يتوصلا بعد إلى أي اتفاقات جديدة في المحادثات الأحدث، ولكنهما «ينسقان مواقفهما في إطار العلاقات الوثيقة لدولة الاتحاد».

وكشف بيسكوف عن توجيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة إلى بوتين تضمنت وعداً بأنه في يوم من الأيام سيكون من الممكن الوفاء بالجزء الروسي من اتفاقية تصدير الحبوب، مؤكداً أنه «لسوء الحظ، في الوقت الحالي من المستحيل العودة إلى هذه الاتفاقية، لأنها لم تنفذ، لكن روسيا مستعدة للعودة على الفور بمجرد تنفيذها».

وفي تقييم بريطاني جديد، أكدت وزارة الدفاع أن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود منع الكرملين بشكل عام عن ضرب البنية التحتية المدنية في الموانئ الجنوبية، لكن بعد امتناعه عن التجديد بات يشعر بأنه أقل تقييداً من الناحية السياسية ويحاول ضرب أهداف في أوديسا، يعتقد أن أوكرانيا تخزن عتاداً عسكرياً فيها.

وقال مسؤولو الاستخبارات في لندن إنه «منذ بداية الحرب، اتسمت حملة الهجمات الروسية بضعف المعلومات الاستخبارية وعمليات الاستهداف غير الفعالة».

إلى ذلك يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة النزاع في أوكرانيا مع القادة الأفارقة الذين يجتمعون اعتباراً من الخميس في سان بطرسبرغ في إطار قمة خاصة بين روسيا وإفريقيا. وشكل وقف روسيا العمل باتفاقية الحبوب ضربة للدول الافريقية التي كانت المستفيد الأكبر من هذه الاتفاقية. إلى ذلك، قالت وكالة تاس نقلاً عن مستشار للكرملين إن زيارة بوتين لتركيا ضمن خطط البلدين لكن لم يجر الاتفاق على موعد محدد بعد.

وفي ظل تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد إطلاق بيونغيانغ سلسلة من الصواريخ بعيدة المدى في بحر اليابان، بدأ وزير الدفاع سيرغي شويغو أمس زيارة رسمية الى كوريا الشمالية تستمر 3 ايام بهدف «تدشين مرحلة مهمة في تطوير علاقات التعاون في المجالات العسكرية».

وذكرت وكالة الأنباء الكورية أن وفد روسيا برئاسة شويغو سينضم إلى المجموعة الصينية بقيادة عضو الحزب الشيوعي لي هونغ زونغ في زيارة عامة لبيونغيانغ هي الأولى من نوعها منذ بداية جائحة كورونا لإحياء الذكرى السبعين «ليوم النصر» في حرب التحرير 1950 - 1953.