أدى هجوم بطائرة مسيّرة شنّته أوكرانيا إلى «انفجار» مخزن ذخيرة في القرم التي ضمّتها روسيا في 2014، ودفع السلطات الى إجلاء السكان ضمن نطاق 5 كلم، وتعليق حركة السكك الحديدية، وفق ما أعلن سيرغي أكسيونوف، حاكم شبه الجزيرة المعين من روسيا.

ويأتي هذا الهجوم بعد 5 أيام من تعرض جسر مضيق كيرتش، وهو الوحيد الذي يربط بين القرم والبرّ الروسي، لهجوم أوكراني أدى الى مقتل شخصين.

Ad

وأعلنت السلطات الموالية لموسكو أمس «استئناف» حركة الآليات على الجسر الذي يربط بين روسيا والقرم، بعد تعليقها مؤقتا إثر الهجوم. وقالت عبر «تليغرام» إن «حركة السيارات عبر جسر القرم مغلقة بشكل مؤقت»، لتعلن بعد نحو عشر دقائق «استئنافها».

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر أسبن للأمن أمس الأول، إن جسر القرم يجب أن يتمّ شلّ عمله. واعتبر أن الجسر يساهم في «تزويد شبه جزيرة القرم بالذخيرة».

ويعد الجسر ممرا حيويا لنقل الإمدادات الى الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ بدء الغزو مطلع 2022.

ويعرف هذا الجسر باسم «كيرتش»، ويتألف من قسم طرقي وآخر للسكك الحديدية. ودشّن الرئيس فلاديمير بوتين في 2018 هذا الجسر الذي تم تشييده بكلفة باهظة. وتعتبره كييف منشأة «معادية» يخالف بناؤها القانون الدولي.

وقال الرئيس الأوكراني امام منتدى أسبن الأمني، إن الهجوم المضاد الأوكراني في طريقه لـ«اكتساب زخم»، فيما تعاني القوات جراء تطهير الأراضي من الألغام التي زرعتها القوات الروسية.

وتستمر العمليات البرية في ثلاث مناطق على الأقل، فيما قالت القوات الأوكرانية إنها تحقق تقدما ضئيلا.

إلى ذلك، أفاد حاكم منطقة بيلغورود الروسية أمس بأن أوكرانيا أطلقت ذخائر عنقودية على قرية بالقرب من الحدود، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار. وتسلمت أوكرانيا ذخائر عنقودية من الولايات المتحدة هذا الشهر، لكنها تعهدت بأن استخدامها سيقتصر على طرد تجمعات الجنود الأعداء.

وفيما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الضربة على القرم استهدفت مستودعا للنفط، اتهمت روسيا كييف بشن هجوم مدفعي بذخائر عنقودية على مجموعة صحافيين في منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، مما أدى الى مقتل الصحافي الروسي في وكالة ريا نوفوستي للأنباء، روتيسلاف جورافليف.

وتحدث الرئيس الأوكراني مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت متأخر أمس الأول، فيما يبحث عن سبل لاستئناف شحنات الحبوب، بعدما انسحبت موسكو من اتفاقية الحبوب في البحر الأسود.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تريد من حكومة أردوغان التي توسطت في الاتفاق الأصلي إلى جانب الأمم المتحدة، أن تقوم «بدور ريادي» مجدداً في المساعدة على حث موسكو على العودة للاتفاق.

وبررت روسيا وقف تنفيذ الاتفاق بالقول إن الجزء الثاني من الصفقة، المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية لم يتم تنفيذه، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وانتقد دبلوماسيون بارزون في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أمس الأول، تحركات روسيا التي أدت إلى ارتفاع أسعار الحبوب، محذرين من أنها ستؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، وتجويع مواطني الدول الفقيرة.

واعتبرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن «روسيا تشن حرباً على إمدادات الغذاء في العالم»، مضيفة «ألا سبب شرعي لروسيا لتعليق مشاركتها في الاتفاقية التي سيعاني على إثرها الملايين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».

من جانبها، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، إن «التهديدات باستهداف السفن المدنية في البحر الأسود غير مقبولة»، في إشارة الى قرار روسيا اعتبار أي سفينة أوكرانية في البحر الأسود هدفاً عسكرياً.

وأثار انسحاب موسكو من الاتفاق استياء ملحوظا، حتى من الدول التي تحافظ على علاقات جيدة مع روسيا، مثل الصين ومصر والعديد من الدول الإفريقية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي اتخذت مواقف محايدة نسبيا بشأن الصراع. وقال الممثل الصيني لدى الأمم المتحدة، قنغ شوانغ «يجب تنفيذ الاتفاقيات بطريقة متوازنة وشاملة وفعالة».

وتعهد مسؤولو الأمم المتحدة بمواصلة الجهود، لإقناع روسيا بالعودة إلى المبادرة، وضمان وصول الحبوب والأسمدة من أوكرانيا وروسيا إلى الأسواق العالمية.